أدب

وقتَ ترتعشُ الفراشة

شعر: بديع صقور | سوريا

وقت ترتعش بين ساعدي موجة
اقترب من ضوء فضائها العذب.
***
رجعٌ دافئ يرتمي بين أحضان الفراشة
تعالي نبحر في دهشة الغسق.
***
النورس يسرع في الهبوط صوبها
النخلة المغناج ترنو إلى النورس
من زاوية خجولة.
***
ماذا تودُّ أن تفعل الوردة؟
ربَّما يود النورس، أن يخطف قبلةً
منعلى أغصانِثغرها!.
***
المطر يغسلُ جناحي الفراشة
تستسلم الفراشة للمطر،
ولا ترغب في الطيران
هذا الصباح.
***
وقع خطاها يقرع سمع الليل
الهموم تفتح مسامات الجراح
بيننا ما تزال أرصفة موحشة،
وأشياء غامضة كالمستقبل!.
***
الدمع يغمض عين السنبلة
– كيف أضعتَ خاتم الفجر؟
– سرقه العندليب،
بعد أن غلبني النعاس ..
«النوم سلطان»
ما أكثر السلاطين على هذه الأرض؟!
***
صنوان كنا تحت قبة الليل ،
وفرقنا جيش النعاس..
على صهوة الموج ،
انتظرت حضورك..
عشيات تونس،
وارفة بالابتسامات ..
على صهوة نجمة
يسبقني دفء روحي إليك.
***
فيض من الآهات..
الزبد العجوز يتأوه !.
على جدار الزرقة تتكسر مرايا الرحيل
تختلط الألوان، وتتشابك الدروب.
***
فوق بهو صدرها الفسيح
يرشُالصباح بذور الحبِّ للحساسين.
***
يرنُ خلخالها..
يقترب باذخاً كالمطر..
يوشوشها:
– سمرتك عقيق الأرض.
***
تتمايل النسمات
يفترشان سرير القمر
وحدها الهمسات كفيلة بإشعال
نارُ الشفاهِ الباذخةِ كشهد العسل.
***
صوتها كهرمان المبحرين..
بين قبلة وهمسة ينساح خمر المعاصر
الغزالة تسرج حصان البهاء ، ثم..
تنطلق في براري القمر.
***
ليس لهذا الرمل مقعد كي يجلس عليه
ليناجي السحاب الهارب.
الغزالة تسبقني إلى بستان تفاحها
الجِمارُ على وشك الانطفاء..
اقتربي من جمرة روحي لنتوهج من جديد،
ونعيد طفلة الجمر الأولى
إلى موقدها العتيق «القلب».
***
– كيف ستقطف فاكهة الشوق،
ما دامت أغصانها عالية؟!
– سأنتظرها حتى تنضج وتسقط…
– لا تنتظر..
قد تخطفها العصافير قبل السقوط
– سأنتظر..
– لقد فات أوان سقوط فاكهة الشوق.
الحمامات/ تونس/4/2/2006

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى