اتّسَاع

ياسين البكالي

في وسعِكَ الآنَ

أن تَمشي بلا قدمٍ

وأن تقولَ وأن تهذي

بدونِ فمِ

 

وأن تُصافحَ ليلاً

كي تنالَ ضحىً

وأن تموتَ بِلاءٍ

يا أخا نَعمِ

 

وأن تُؤسّسَ وهماً

لابنِ أُمنيةٍ

وأن تُكرِّرَ بيعَ الخمرِ

في الحرمِ

 

في وسعك الآن ؛

ماذا لو رميتَ لمَن

ثاروا بفلسٍ

ليستغنُوا عنِ القيمِ ؟

 

لن تَبصُقَ الريحُ إلا

في يبابِ خطىّ

مذعورةٍ ما لها دربٌ

سوى الألمِ

 

في وسعِكَ الآنَ

أن تبني الجِدارَ وأن

تَهُدَّهُ لترى بيتاً منَ الندمِ

 

إن لم تَعرْكَ اهتمامَ الطيرِ

أجنحةٌ

فزوُّجِ الحُفرَ الحمقاءَ

بالقممِ

 

كانَ الجِياعُ انتهازِيّينَ

حينَ مَضوا

نحوَ الرغيفِ

بجُرحٍ غائرٍ ودمِ

 

وهكذا كُلّما دارتْ

 رَحَى وطني

أيقنتُ أنَّ وجودَي

فيهِ كالعدمِ

 

فلتوقِظوا ما تَبقّى

في البلادِ مِن

البلادِ التي في المهاوي

بعدُ لم تَنَمِ

 

جُغرافيا الصبرِ طالتْ ؛

حَرِّروا عَلَميْ

مِن الأيادي

التي تعلو بلا عَلمِيْ

 

في وسعِكَ الآنَ

 أن تحيا مُصادفةً

لتصبحَ الذئبَ

كي تنجو من الغنمِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى