الأديب المصري عماد أبو زيد في حديث لجريدة عالم الثقافة

حاورته: ريم العبدلي | ليبيا

(أنا كاتب مزاجي الحال,،،،  حين أكون مشحونا بطاقة الكتابة أكتب)

عماد أبو زيد كاتب مصري ابتدأ مشواره بأشعار وبعض الكتابات النثرية, واحتفظ بها لنفسه لديه العديد من الإصدارات ومتحصل على المركز الأول في في مسابقة عبد الرحمن الشرقاوي، وهو أديب طموح ومحب للحياة ولنتعرف عليه أكثر كان لنا معه هذا الحوار:-

 

عرفني عن نفسك وعن بداياتك ؟     

 إنسان بسيط, محب للحياة وللناس, ولدت في أسرة تحرص على التعليم, أنا أحمل درجة البكالوريوس في التربية, ودبلوم دراسات عليا, وسبق لي أني قدمت خطة البحث للماجستير,  وتم قبولها, إلا إنني رأيتني أخلفها وراء ظهري, ربما  هربا  من القيود,  وسطوة النظم التعليمية. عن بداياتي الأدبية,  كنت أكتب أشعارا وبعض الكتابات النثرية, وأحتفظ بها لنفسي,  بعد ذلك رأيتني أندمج في جماعات وملتقيات أدبية ببعض المدن في ربوع مصر, ناهيك عن حرصي على حضور لقاءات أدبية عدة في القاهرة , وعند هذه المحطة عرفت كتاباتي طريق النشر .

***

2- ماهي المؤثرات والأسرار التي كانت سببا في كتاباتك؟

لتسمحي لي أن أعود بالذاكرة إلى مرحلة الطفولة, وافتتاني باللغة العربية,  ومحاولاتي الدؤوبة للتعبير عما يجيش بصدري على نحو مختلف, لا سيما شعرت باستلطاف طالبة في مرحلة ثانوية لي, تكرر ذلك أكثر من مرة, وأنا لساني عاجز عن قول كلمة لينة لها, كما لا أنسى في هذا السياق خطاب الرئيس الراحل السادات في الكنيست الرئيسي, وكلماته المؤثرة عن الحرب والسلام. وأيضا لا أخفي ان شعورا بالعزلة كان يرافقني منذ الصغر.. كل تلك العوامل كانت ذات أثر بالغ في تكويني, واعتزازي بنفسي,  وسعيي للبلوغ إلى قمة الصواب, وتوجيه اللوم لنفسي دائما,  وعدم انسياقي خلف أحد,  تجلي موقفي هذا إبان الاستقطابات الحادة التي شهدتها مصر عام2011 , تلك المرحلة التي اسميت بالربيع العربي,  هذا على سبيل المثال وليس الحصر.

***

 

3-هل كل ما يكتبه الكاتب يخترق وجدانه ويلامس روحه؟

ليس بالضرورة أن يلامس روحي, المهم أن أكون منفعلا بما أكتبه, صادقا مع نفسي, والقاريء الذكي يستطيع أن يشم صفات الكاتب فيما يكتبه من غلظة أو رقة,  بخل أو كرم,  وكذلك التجاوب مع النص من عدمه.

***

4- كيف يستطيع الكاتب أن يمد جسور الصداقة بينه وبين المتلقي ؟

عليه أن يختار المعادلة التي تليق به في كتاباته,  بحيث لا يعدم جسر التواصل بينه وبين المتلقي,  أنا عن نفسي أعتني بسلامة اللغة,  التي أُعبر بها,  والتي أعتبرها الوعاء الأول ألذي أقطر فيه روحي. حين تكون الكتابة مستلهمة من تجاربي الشخصية وأحزاني وأفراحي. وأعتبر اللغة امتدادا لي في انفعالاتي التي تعبر عن مواقفي وقضايايا التي أؤمن بها. والمتلقي إذا وجد نفسه حاضرا في النص الذي يقرأه,  وقد رأى الحيوات التي يحياها,  والخبرات التي اعتركها في الحياة فهو إذن  قد أمسك بمفتاح النص.

***

5- حدثني عن تحصلك المركز الأول في مسابقة عبد الرحمن الشرقاوي ؟  

  شاركت في مسابقة عبد الرحمن الشرقاوي بإحدي القصص,  ونسيت الموضوع برمته, حتى فوجئت بحصول القصة على المركز الأول… وللعلم أنا قلما أخوض غمار مسابقة ما.. لكنها على أية حال جاءت خطوة محفزة للإقبال على المسابقات,  رغم تحفظي على الكثير منها.

***

6- لكل كاتب طقوسه الخاصة يمارسها أثناء كتابته فما هي الطقوس التي تمارسها ؟

حين تتملكني فكرة كتابة قصة, أعطي لها نفسي تماما, بعد أن تلوح في ذهني, ويحس قلبي بومضاتها, وغالبا أكتب بين البيت والمقهي. وأحيانا أجد نفسي في بعض المواقف القصصية أستعيد ذكرى مؤلمة فأبكي, أو أتخيل مشهد قصصي ما, وأشرع في محاكاته, حتى يستقر في مخيلتي تماما بما أرتضيته.. لكن ذلك يتطلب أن أكون محررا تماما من كل أعبائي وهمومي, وغير مراقب من أعين الناس, وهذا ما يستحيل في المقهي.

***

7-ما الدور الذي يمكن أن تقوم به أثناء كتابتك في التعارف بين الثقافات؟  

  ثمة كتاب يلوذون إلى التراث أو الفولكلور, وبلا شك أن هذا الجانب الإبداعي لا ينضب بشرط أن يأتي تناوله في العمل مختلفا. أما أنا فاهتمامي ينصب على الجانب النفسي في كتاباتي الأخيرة. وأؤكد على أن ما يجعل المتلقي في حالة اشتباك دائمة مع النص هو وضوح الفكرة أولا في عقلية الكاتب ثم مهاراته في شق السبل المناسبة لها لرسم قصة بديعة.

***

8- ماذا عن مجموعتك القصصية الجديدة (مسألة حياة) ؟  

تحمل هذه المجموعة رقم 7بين إصداراتي الأدبية, وفيها أميط اللثام عن الإنسان في مواقف متباينة, فتتجلي صنوف الشرور,  والمكر,  والخبث,  والخداع,  والتملق للوصول إلى الغايات,  ولا تغفل المجموعة أيضا عن إبراز العاطفة,  والنفس الطيبة صاحبة القلب اللين.

***

9- إلى أية حد ينحاز الكاتب للواقع ؟           

   لتسمحي لي سيدتيأن أصيغ إجابتي على نحو يقارب السؤال.. الواقع هو الحقيقة التي نعيشها,  بقبحه المتوحش,  وأنا لا أميل الي نقل الواقع حرفيا إلى العمل الإبداعي.. هذا ليس معناه أنني أنحاز إلى اليوتوبيا في مقابل الديستوبيا. علي اختيار مايرضيني ويلاءم قناعاتي.

***

10- مجموعتك القصصية رخصة قتل هل أخذت نصيبها من النشر؟    

على الرغم من أن هذه المجموعة جاءت كنقطة فارقة في مسيرتي الإبداعية, وقد أعدوها بين أفضل الكتابات القصصية قاطبة في العالم العربي,  إلا إنني مازلت أحسبها قليلة الحظ.

***

11- كيف تخلق فرصة لنفسك لتخلق جوا يساعدك على كتابة ما؟      

أنا كاتب مزاجي الحال, حين أكون مشحونا بطاقة الكتابة أكتب, وفي الفترة الأخيرة مررت بظروف سيئة,  فكتبت من وطأة الألم, وكانت الكتابة متنفسا لي كي أبقى حيا.

***

12- أهم وأبرز أعمالك القصصية التي تعتز بها؟       

  لن أقول مثل غيري :كلهم أبناءي, لكن أستطيع أن أقول: وتر هارب – مدينة آمنة – رخصة قتل – مسألة حياة.. أعتز بها لأنها صدرت بعد فترة توقف عن النشر.

***

13- ماذا يشغلك الآن؟ 

   بعض الكتب أود أن أنفض من قراءتها,  كما يشغلني فكرة كثاب جديد.

***

14- أي إضافات غابت عني ؟

حضرتك مشكورة حاصرتيني بكل الأسئلة .

***

15- بصمة أخيرة تضعها لنا مسك الختام .

لكم الشكر على تشريفي بهذا الحوار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى