اشكر الأخت مديرة التحرير على إشعارها لي بإعادة الاستمرار في الكتابة بعد توقف دام لبضعة أيام، كان فيها مقال أستاذنا خشان خشان وهو بعنوان “أشباح عروضية وألم” ينتظر تعقيبا مني عليه. والواقع أن شجونه في هذا المقال كانت تحاكي شجوني، غير أن شيطاني الشعر لم يكن قادرا على مجاراة شيطانه، الأمر الذي هيأ له أن يبث أحزانه شعرا بعد أن بثها شجنا وحزنا في مقال أعتقد أن الأجدر به أن يكون بعنوان كوابيس عروضية جاثمة، لا مجرد أشباح عروضية تختفي وتتطاير عند أقل صحوة.

لقد عرض خشان علينا ثلاثة نماذج لنقاد كل له رؤية خاصة به وإن كانت تتفق جميعيها على نفي الإبداع والتفرد في العروض الخليلي. فالسرياني نزار مثلا يبدو لي مسكونا بأوهام السطو المعرفي عند الخليل. وكذلك هو البروفيسور عبد الله الطيب، طيب الله ثراه، لولا أني قرأت قبل زمن أنه تخلى عن أفكار من نحو أن بحر المتقارب نتاج فارسي تاثر به العرب.

على العموم، فقد كانت فرصة طيبة أن نجد شيخنا خشان يشاركنا هموم العروض ويغني هذه الصفحة بمساهماته التي عرفت منه أن لتلميذته البارة فضل تحريرها أو عرضها مع صورته البهية بالجريدة، وهو ما آمل أن يستمر طويلا حتى لا تصيبني الوحدة بالملل مع أني أحرص على مشاركة تويتر والفيس بما ينشر هنا، ولكن يبدو أن الإقبال على سوق العروض يشهد كسادا في هذه الأيام العصيبة، جعلها الله تمر على خير وسلامة.

سليمان أبو ستة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى