الحالة المصرية ليست هى الأسوأ: الكور”ونا” فى ملعب الشعب

أ.د فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية
 
 
الزيادة الكبيرة والمتطردة فى الكشف عن حالات موجبة بوباء فيروس كورونا المستجد، ربما هى نتيجة لزيادة متطردة فى إجراء الاختبارات وتوفرها الآن.
يجب أن تتكاثف الجهود لضبط مؤشر عدد الضحايا، وخصوصا من الفئات الاكثر تأثراً بالفيروس؛ وهم المرضى وكبار السن، وكذلك الفئات الأكثر تعرضا للخطر؛ كل يوم، من ابطال الفرق الطبية. التحدى الاكبر هو إتمام تدريب الطاقم الطبى وإلمامه التام بخطورة العدوى الفيروسية قبل الاستعانة به لفحص وعلاج المصابين، مع توفير كل مستلزمات الحماية والامان لهم اثناء تأدية واجبهم الإنسانى والوطنى. نحن أمام تحدى آخر وهو زيادة وعى الناس بخطورة الموقف لحماية أنفسهم والآخرين، وتوفير الوقت والجهد على المؤسسات الصحية، وهى مسؤولية أخلاقية ووطنية خالصة.
لابد أن نتعامل مع زيادة الحالات، بزيادة الحرص على الاتباع الجيد للإرشادات والإجراءات الصحية حتى تخف الأزمة.
لم تستطيع أى دولة فى العالم إدارة هذه الأزمة بإتقان، ولَم تنج دولة دون ضحايا وأضرار.
من أشهر قليلة، لم تكن هناك دولة فى العالم مستعدة للخطر بشكل مبهر. ولكن، ربما كان العامل الأساسى والمحدد فى تخفيف الضرر هو مدى التزام “الشعب”، ولنا مثال لكوريا الجنوبية وألمانيا؛ مقارنة بإيطاليا وأمريكا.
أرقام الضحايا فى مصر حتى الآن قد تبدو مفجعة، إلا أنها أقل بحوالى 23 مرة من ضحايا كورونا فى أمريكا من شهر مضى، رغم كل الإمكانيات الصحية المتاحة.
علينا أن نطمئن، وبالعمل الجاد يمكن أن نسيطر على الخطر بشكل كامل، ونثق أن النجاح هو تخطى هذه الأزمة.
الوقاية خير من العلاج — جاء الوقت لاستخدام هذه الحكمة! لعلنا نعلم أن هناك فيروس خطير ينتظرنا هناك حتى نحمله ؛ وربما يكون ضرره على غيرنا أكبر! نعلم أنه لا يوجد علاج رسمى له؛ ويمكن لكل فرد منا تحديد الخطر الذى يُقدم عليه نتيجة أفعاله؛ وقبول المسؤولية كاملة عنها.
كل ما تريد أن تعرفه عن وجود الخطر وتحديد مداه؛ وكيف يمكنك تجنبه (أو التقليل منه) يمكن أن تقرأه فى هذا المقال السابق نشرة فى جريدة عالم الثقافة تحت عنوان: موجب كورونا: أين وكيف؛ خلال هذا الرابط:-
 
حينما تراهن الحكومات على وعى شعوبها؛ فهذا احترام لإرادة وحرية الأفراد، وليس نوع من تهاون، أو تقصير. لا نريد عسكرى يراقب كل مواطن، حتى يجبره أن يفعل الصواب الذى يحميه من الهلاك.
الديموقراطية هى الحرية المسؤولة فى حكم الشعب لنفسه. أليس كذلك؟ وإن كان ذلك فماذا ننتظر؟ فعلى الفرد أن يحكم نفسه (الآن وفورا) بالبقاء فى بيته، وإذا كان لابد ان يخرج للعمل والتسوق، يلتزم بارتداء قناع نظيف، يلتزم بإرشادات النظافة المستمرة والتباعد عن الغير، حتى تقل فرص الإصابة، أو يعرض غيره للإصابة بالعدوى. سوء التهوية والتزاحم فى المبانى الضيقة، والمتاجر والمواصلات يزيد فرص العدوى اضعاف مضاعفة. 
وكما تقرأ فى المقال المشار إلى رابطة أعلاه ، إن:-
فرصة الإصابة = كم الجسيمات الفيروس x الوقت .
الدول توفر الإمكانيات كلٌ حسب ما يتوفر لها، وخصوصا للعاملين بالمؤسسات الصحية وداخل المستشفيات أولا. وبعدها تفكر فى المتضررين من الشعب.
لم نعلم عن دولة وزعت الأقنعة والمعقمات مجانا للشعوب. بل كان للمجتمع المدنى دور فى توفير هذه الموارد فى الأسواق، وأحيانا مجانا أو بدون أرباح تذكر.
ولذا نناشد المؤسسات والمتاجر الكبيرة ورجال الأعمال توفير الأقنعة للناس ولو بأسعار رمزية. أنتم تربحون كثيرا من الناس فى وقت الرفاهية؛ قدموا المساعدة للناس فى وقت الشدة.
الآن قد يكون هو التوقيت المناسب للاستثمار فى حماية أرواح الناس، بعمل الخير وتقديم المعونة. كلمة أخيرة، الكرة لا زالت فى ملعب الشعب. ونحن على ثقة أن الشعب المصرى لا يقبل شئ غير الفوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى