موجة ثانية من كورونا تضرب الصين.. لكن اطمأنوا

أ.د. فيصل رضوان | أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية.جامعة سوهاج مصر والمعهد القومي للمحيطاتب الولايات المتحدة الأمريكية

عودة موجة ثانية للعدوى بفيروس كورونا المستجد- الذي يُعتقد أنها بدأت في سوق الأغذية بالجملة الكبير في شينفادي – أحد ضواحى بكين العاصمة الصينية المزدحمة؛ حالة من القلق، حيث سيطرت الصين إلى حد كبير على تفشي العدوى من خلال الاختبارات الجماعية الكثيفة، وعمليات الإغلاق الصارمة.

وأشار المركز الصينى لمكافحة الأمراض والوقاية، اليوم الاثنين الماضى، إن سلالة الفيروس الذى أكتشف فى فى هذه الموجة الجديدة هو شبيه بـ”سلالة وبائية كبرى” من الكورونا المستجدة شوهدت فى أوروبا.
لكن لم يكن هناك دليل علمى فورى لصحة هذا الكلام أو على وجود هذه الصلة.

بينما رأى الأطباء الصينيون من قبل، أن الفيروس التاجي قد يظهر بشكل مختلف بين المرضى في سلالته الجديدة التى تم عزلها من حالات في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، مقارنة بالفيروس الأم الأصلي الذى اكتشف في ووهان قبل ستة أشهر.

هذا قد ويشير إلى أن هذا العامل الفيروسي الممرض قد يتغير بطرق غير معروفة مما يعقد الجهود للقضاء عليه.

ولا يزال العلماء لا يفهمون تمامًا ما إذا كان الفيروس يكتسب بعض الطفرات المهمة فعلا، وأن الاختلافات التي يراها الأطباء الصينيون الآن؛ يعزز الحقيقة بأنهم قادرون على مراقبة المرضى بشكل أكثر دقة، حيث شاهدوا الفروق بين أعراض العدوى من بداية تفشى المرض وحتى الآن.

يحتوي الفيروس على المواد الوراثية في شيء يسمى RNA (حمض الريبونوكليك). عند الإصابة ؛ فإن الفيروس يلتصق بالخلية عن طريق مستقبلات محددة، ثم ينزلق داخلها، ويقوم فورا بعمل نسخ من الحمض النووي الخاص به، مما يساعده على نسخ نفسه ملايين المرات، والانتشار لاحقا إلى خلايا أخرى فى الجسم، أو حتى الخروج ليهاجم شخص أخر مخالط للمريض.

إذا كان هناك خطأ ما أثناء عملية النسخ، يتم تغيير RNA. وهنا يطلق العلماء على تلك التغييرات الطفرات.
تحدث هذه التغييرات بشكل عشوائي وعن طريق الصدفة. حدوث طفرات هو شئ طبيعى أثناء تضاعف وانتشار أى ميكروب.

ومن الناحية النظرية، يمكن أن تؤدي بعض التغييرات في البِنية الوراثية للفيروس إلى تغيرات في بناء الفيروس، ومنها يكتسب سلوك وخصائص عدائية وتصرفات مختلفة. فإذا كان التغيير العشوائي فى المادة الوراثية فى صالح الفيروس؛ أى يسهّل من إصابة الأشخاص والانتشار، فإن هذا التغير ينتج سلالة أكثر شيوعًا ونجاحا فى مناطق ما فى العالم. أو على النقيض من ذلك، فقد تؤدى التغيرات إلى سلالات ضعيفة تختفى. ومع ذلك، فإن العديد من الطفرات البسيطة فى العموم، قد لا ينتج عنها تغييرات تركيبية أو سلوكية ملحوظة على الإطلاق.

لكنه، عندما تؤدي الطفرات المذكورة إلى تغييرات في سلوك الفيروس، قد يكون هناك بعض التحديات، منها ضعف فاعلية الأدوية المصممة حتى تستهدف بروتينات فيروسية محددة. ولكنه على الجميع الاطمئنان أنه لا زال ممكنًا إنتاج لقاح فعال من شأنه أن يوفر مناعة طويلة الأمد ضد هذا الفيروس، ويحمي الناس من الغالبية العظمى من لسلالات كورونا المستجدة، مثله مثل العديد من الفيروسات الأخرى التي يحدث لها طفرات بسيطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى