التشكيلية السورية  نغم حاتم منصور في حوار مع جريدة عالم الثقافة

حاورتها: ريم العبدلي | ليبيا

 

نغم حاتم فنانة تشكيلية ونحّاته سورية لها مسيرة حافلة بالإنجازاتعرضت العديد من أعمالها عبر الشبكات الإلكترونية نظرا لما تمر به سوريا من ظروف.. تجد نفسها في كافة مجالات الفنون وكان لنا معها هذا الحوار:-

نغم منصور: جميع الفنون تغطي الجانب الفكري والتربوي والروحي وتعكس جوانب الحياة بتطلعاتها وآمالها في التطور والازدهار

 

عرفيني عن نفسك؟

فنانة  ونحاته وتشكيلية ومعلمة من مواليد  حمص  1988/5/10 وخريجة معهد إعداد مدرسين إختصاص رسم وعضو عامل بالحزب ومدير مكتب مؤسسة البنفسج للثقافة والفنون فرع حمص وقدمت معرض مع زملائي خلال تخرجي من المعهد رسم وأعمال يدوية وحفر على الخشب.. تابعت دراستي سنتين ونصف بمركز الفنون التشكيلية اختصاص (نحت وغرافيك) وحصلت على الشهادة من وزارة الثقافة، ثم درست معهد أعمال يدوية لمدة سنة وقدمت  أثنائها معرض  سيراميك والرسم على البلور وكيفية صناعة الورد، وتابعت الدراسة بمعهد المأمون وبمعهد المركز الوطني بحمص كمبيوتر لمدة سنة وحصلت على شهادة ICDL ثم درست اللغة الإنكليزية لمدة سنة  بالجامعة بكلية هندسة العمارة وتابعت بمعهد المأمون باقي المستويات لمدة سنة أيضا  بحمص مستوى المحادثة)ثم درست أيضا اللغة الروسية لمدة سنتين بجامعة البعث بالمعهد العالي للغات وحصلت على شهادة اللغة الروسية من قبل عميد الكلية، وشاركت بمعسكرات الطلائع مشرف  وحدة بمحافظتي طرطوس وحمص، وكانت مشاركتي بمهرجان لاتحاد الفلاحين بحمص بعرض فلكلوري بلباس الزي الشعبي، وتم اختيار صورتي كغلاف  للمجلة بالعاصمة، ثم دَرَستُ الرسم في معهد خاص بحمص لسيدة الأعمال مجد الحلبي معهد (ميثودز) وقدمت معرض للطلاب من عمر 4سنوات حتى عمر 16سنة ضم المعرض 300 لوحة من رسومات الأطفال والطلاب، بعدها شاركت طلابي بالرسم  بمعهد ميثودز بمهرجان (مسار) أقيم بحمص برعاية السيدة الأولى ( أسماء الأسد ) وتم تكريمنا وعملتُ  مدرسا   بمدارس الدولة جميع المراحل (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)، وقدمتُ  معرض (رجال الحق) في مدرسة الشهيد فرحات طنوس حلقة أولى ضم 500 لوحة فنية للطلاب، وكانت لي مشاركتي ببعض أعمالي اليدوية  وتقديم لوحات فنية بعنوان (فراشات الربيع وبكتب اسمك يابلادي) وتم تكريمي من قبل الإدارة وفرع الطلائع والسيد المحافظ، ثم استدعيت مرتين مع طلابي بكلية الهندسة خلال حفل تخريج صف ضباط وتكريم ضباط من الجيش السوري والجيش الروسي قدموا طلابي لوحات فنية وطنية بعنوان (بكتب اسمك يابلادي) و (اعطونا الطفولة وكلمة ترحيبية باللغة الروسية) وتم تكريمي مع طلابي من عميد الكلية والجيش الروسي والسيد المحافظ وعملت مدرسة  على مدار العشر سنوات في مدارس مختلفة ومعاهد خاصة رسم ولغة روسية وأيضا *علمت اللغة الروسية في مدارس الدولة، وقدمت جزءًا من أعمالي نحت اكريليك وزيتي  عن آثار ( مملكة قطنا)  بسوريا  بصالة نقابة اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص، وقدمت 100درس نموذجي حلقة أولى  بمدرسة الشهيد يونس الدالاتي، واشتغلت على منهاج وزاري رسم وأعمال يدوية 1500 لوحة وعرض بمعرض (النصر)على الشبكة الالكترونية بسبب الظروف الراهنة وتم استضافتي  بحوارات  صحفية  بجريدة العروبة مرتين وتم عرض أعمالي بسبب الظروف عن طريق الشبكة الإلكترونية بالعاصمة من قبل بعض الفنانيين والنحاتين، وعرضت أعمالي النحتية عن آثار (مملكة قطنا)  من قبل شبكات مصرية، وشاركت بالعديد من الدورات منها: دورة  لاتحاد الفلاحين حياكة الصوف اليدوية  وقدمنا معرضا، ثم شاركت بدورة عن طريق فرع الطلائع كيفية صناعة دمى العرائس المتحركة ووقع الاختيار عليّ لأكون من ضمن لجنة تحكيم مسابقة النحت التي اقامتها مؤسسة البنفسج الثقافية وكرمتُ بقلادة الإبداع وشهادة شكر وتقدير من قبل مؤسسة البنفسج الثقافية.

***

ما الذي أغراك  بالنحت ودفعك إليه؟

خلال دراستي في معهد إعداد المدرسين تمثل ممارسة النحت كمادة علمية وعملية وأساسية  ومن إحدى المواد الرئيسية في المنهاج كان تعليم فن النحت من قبل المعلم مبسط والمسؤولية باعتقادي  تقع على عاتق الطالب فهو (المتعلم والمعلم )والأهمية تكمن في الإطلاع والتطبيق  والبحث والتجريب في الإطار العلمي والتربوي وتبقى الجوانب النظرية مرجعا ونقطة انطلاق .. من هنا بعد تخرجي من معهد إعداد المدرسين  كانت المتابعة والاستمرار هي الأهم  اختصيت بدراستي في مجال (النحت) حبي واندفاعي لفن النحت الذي هو أقدم  وأحدالفنون التشكيلية الرئيسية في العمل ويشغل القدرات البصرية والحسية باستعمال الأنامل وهناك دافع  أثناء القيام بأي عمل يجذبني بشغف إلى قطعة النحت وهو الإحساس بالتوازن الذي يؤدي إلى الشعور بالجمال وتجسيم فكرة الحركة في كل قطعة نحتية وهناك متعة حقيقية تتعلق بإحساسي بالملمس الحاصل بنوعية بعض الخامات المختلفة فالإبداع يكمن عن طريق التشكيل الطبيعي سواء كان للصلصال أوالحجارة أوالخشب أو أي مادة أخرى.

***

فن النحت يشغل حيزا فراغيا ذا قيمة جمالية وفنية.. كنحاتة وفنانة تشكيلية أين تجدين نفسك؟

أولا المتابعة والاستمرار في أي مجال واختصاص هو الأهم بعد دراستي العشر سنوات السابقة أرى بأن كل اختصاص بمجال الفنون له أهميته وجماليته وبحر من العلم والمعرفة.. لهذا أجد نفسي في أي مجال من مجالات الفنون لم أتجه إلى أسلوب معين بل أحببت جميع المجالات الفنية وهذا السبب الذي كان يدفعني  دائما إلى أن أختص في كل مجال الذي كان يحتاج لدراسة أكاديمية وللخبرة الفنية والاستفسار والبحث والتجريب عن جميع الأساليب الذاتية التي تساعد في تكوين الشخصية الفنية والمدارس الفنية وايضاح الفكرة والرؤيا الفنية الخاصة بي؛ فكل اختصاص له جماليته وأهميته في جميع ميادين الحياة اليومية  إن كان نحت أو تصوير أو غرافيك أو حفر وحرق على الخشب أو رسم على البلور أو أي مادة أخرى .. فن النحت يختلف بطبيعته عن فن التصوير بأنه يتضمن أشكالا مجسمة ذات أبعاد ثلاثية وتكمن أهميته وجماليته بتكوين الشكل والملمس واللون وبعض الدوافع التعبيرية الواضحة ويدور  حول هذا المجسم الفني وتتجدد لدينا الأحاسيس وتتغير الرؤية وتنكشف لنا بطريقة تعبيرية لا نهاية لها هناك متعة حقيقية تتعلق الاحساس بالملمس الحاصل من نوعية بعض الخامات وما يتكون منها الشكل الخارجي لهذه المادة   بينما الرسم هو  التعبير بالخط والتصوير هو  التعبير بالخط واللون ويتضمن  بعدين على سطح واحد يكمن أهميته احساس بالكتلة والملمس والتوازن والحركة والتكوين والتأليف والبحث هو أساس العمل فيه الحرية بالإبداع والابتكار وتحديد الأشكال المرئية فالعين  تلاحظ شكل الشيء المراد رسمه والتفكير  يوازن أبعاد وحدود السطوح الخارجية واليد تحدد هذه السطوح والأبعاد في شكل ما على  سطح مستوي فالرسم عمل تخطيطي في مرحلته الأولى ناتج عن رؤية الأشكال ويرتبط بالفن الحسي الذي يبدو للمشاهد من العمل الفني .. فجميع الفنون تغطي الجانب الفكري والتربوي والروحي وتعكس جوانب الحياة بتطلعاتها وآمالها في التطور والازدهار .

***

كيف تتعاملين مع الجمادات وتحويلها إلى أشكال جميلة؟

من خلال دراستي بمعهد إعداد المدرسين كان هناك عدة مواد عملية أساسية في المنهاج مختلفة ومتنوعة واخراج مشاريع فنية بكل مادة  إن كانت خامات طبيعية أو معدنية أوصناعية   كالحفر والحرق ع الخشب والنسيج والنجارة والجلد والمعدن والزخرفة من هذا الكم الهائل و الضخم بالمواد  تتوسع المعرفة وتتنوع وتتعدد المهارات التقنية  لدى الشخص ويصبح من السهل لديه الابداع في أي مادة  وخامة وزادت معرفتي أكثر بعد اختصاصي سنة أيضا بمعهد الأعمال اليدوية الرسم ع البلور والسيراميك وكيفية صناعة الورد كل خامة لها أدواتها الخاصة للعمل بها و أي خامة قابلة لإعادة التدوير وإخراج عمل فني بصورة جمالية والأهم هو نظافة العمل .. وهناك الكولاج بقايا الأعمال الفنية  الذي يعد من توالف البيئة مثل الخيش وحجر البحر والاكسسوارات الغير صالحة للزينة و زجاجات البلور والبلاستيكية  والقماش وصدف البحر والسرو والصنوبر  والصوف والكرتون  جميعها  أستفيد منها بمهارات فنية مختلفة وإعادة تدويرها بأشكال فنية جميلة وذات أهمية وقيمة فنية العمل اليدوي  يحتاج إلى صبر  والأهم حب ونظافة  الخامة للحصول على أفضل النتائج بإخراج العمل الفني .

***

هل استفدتِ من النحت من التقنيات الحديثة ؟

نعم تعلمت واستفدت كثيرا .. كل عمل نحتي مختلف عن العمل الآخر من حيث النحت البارز أو النافر  الذي هوتشكيل مجسم بشكل جزئي نظرا لإلتصاقه بأرضية العمل وينحت مباشرة من الحجر ويكون جزء من البناء  والنحت الغائر الذي يظهر محفورا داخل أرضية العمل  والنحت المجسم هو العمل الكامل حيث يبرز المنحوتة من الجهات كلها .. والنحت على شكل  ريلييف و نحت الكتلة والفراغ أو الحيز الذي يشغله التمثال من حيث  التكوين والحجم الطبيعي  أو نحت تماثيل الشخصيات أو نقل عن الطبيعة .. ليس للحجم أهمية في التماثيل الأهم أن نؤدي الغرض الوظيفي والتعبيري .. والنحت ممكن  أن يكون مستقلا يمكن مشاهدته من جميع النواحي .. وتظهر براعة إبداع النحات في العمل بدقة مستويات البروز ونسبة العمق في النحت الغائر هي التي توحي الإحساس بالحجم الكامل والإبعاد الثلاثة  تعلمت أيضا تقنيات جديدة كيفية صب  العمل النحتي بالجبس  ونسخ قوالب للعمل بالسيليكون وصب أعمال بالبوليستر وكيفية نحت الأختام و النحت على أسلوب الميدالية بالحز والتفريغ باستخدام  أدوات النحت المعدنية والضغط بواسطة الأصابع لتسوية العمل من الداخل والخارج وكيفية تعتيق العمل وتلوينه بعد الإنتهاء منه في المرحلة الأخيرة والإخراج الفني بوضع اللمسات والإضافات الفنية الأخيرة والحفاظ على نظافته  والتعرف على أدوات مختلفة كثيرة ومتنوعة تساعد في العمل النحتي .. فنحت الخشب يستخدم كمادة لينة تساعد على التشكيل بسهولة كما أن وزنها أخف من الخامات الأخرى وتعطي إحساسا جماليا خاصا.. فن النحت من الأفضل بالبداية  أنه يحتاج للدراسة الأكاديمية  والتجربة بحرية وجرأة ببناء الشكل المطلوب.

***

كونك معلمة التربية الفنية ما تأثر طلابك بك  وهل وجدتي بينهم مواهب فنية تميل الى الرسم والنحت؟

مهنة المعلم من أصعب المهن تحتاج لصبر كبير فخلال خبرتي بالتعليم في السنوات السابقة وإعطاء مادة التربية الفنية لجميع المراحل العمرية ابتدائي واعدادي وثانوي كنت  أجد دائما صعوبة في بداية التدريس ويعود السبب إلى عدد الطلاب الهائل داخل الصف ولعدم اهتمام بعض إدارة المدرسة بهذه المادة واعتبارها حصة فراغ وعدم إعطائها حقها في المدارس ولكن بسبب حبي للمهنة تمكنت من كل الصعوبات وحاولت أن أغير نظرة المتعلم لمادة التربية الفنية من خلال تشجيعهم على العمل ومساعدتهم الفنية ضمن مناهجهم وإيقاظ المواهب الفنية الكامنة وتنمية الوعي وتهذيب النفس  والتذوق الجمالي واكساب المتعلم المعلومات والخامات التي تساعدهم على التعبير الفني الحسي واكتشاف المواهب والقدرات الفنية وتشجيعهم على الاستمرار ومراعاة الفروق الفردية والجماعية وكانت حصة التربية الفنية للطالب هي الراحة النفسية والابداع والابتكار كنت أرى الفرح في عيونهم وانتظارهم بشغف للحصة   الدرسية والتفاعل والنشاط بالصف والمنافسة بينهم  في إخراج لوحة او عمل فني جميل  وأصبحوا يتفاعلون أكثر ليس فقط خلال الحصة بل بالفرص وبأوقات دروس أخرى يطلبون من المعلمة الخروج من الصف واحضار العمل الفني يتنافسون من عمله أجمل.. حصة التربية الفنية زرعت في نفوس الطلاب المتعلمين روح التعاون والمحبة والتفاعل المثمر لكل موضوع وكنت أحترم أي عمل ينجزه المتعلم وأعرض أعمالهم داخل الصف والتحضير بشكل دائم لمعرض نهاية العام الدراسي.. وجدت عند المتعلم عندما تعطى المادة حقها في التعليم ان كان رسم أونحت وتشكيل  أوأعمال وأشغال يدوية أو ثقافة فنية حبه لجميع الفنون وحبه للتنوع واكتشاف الجديد.. المناهج تختلف بكل مرحلة عمرية فالطالب في المرحلة الابتدائية يبالغ في رسم بعض التفاصيل التي تبدو مهمة أو ذات قيمة بينما يحذف بعض الأجزاء الأخرى أويرسمها صغيرة .. ولاشك في أن للوالدين الدور الكبير في تنمية مواهب أبنائهم أولا والمدرسة هي المرحلة التالية المباشرة في تنمية قدراتهم ومهاراتهم  وتطويرها ولابد من الوعي والاهتمام  بمثل هذه التدريبات لدورها في تكوين شخصية الطالب ومواكبة الحياة بكل ما فيها من جمال وذوق فني رفيع مما ينعكس على تنشئة سليمة تخلق منه إنسانا ذكي ذو مواهب فنية يطلق العنان لأفكاره وهواياته ليفيد بها المجتمع .. في المرحلة الأولى لاحظت  حبهم للألوان المائية والمعجون والبعض الألوان الخشبية والأعمال اليدوية أما المراحل العمرية الأكبر حبهم لدراسة المنظور والظلال  والألوان الزيتية والحفر ع الخشب والفحم .

***

حدثينا عن مشاريعك الفنية المستقبلية؟

أحضرُ  لمعرض عن آثار مملكة قطنا بسوريا أنجزت أكبر عدد من الأعمال  وباقي لدي القليل لأنجزه  أحب أن أجسد حضارة المملكة وإحيائها بأعمال كاملة تضم جميع الآثار في المملكة   وأيضا لدي طموح في تكملة دراستي باللغة الروسية  والترجمة . وأيضا أحب و أطمح بأن يكون لدي مرسم خاص أعلم به اللغة الروسية وجميع الفنون التشكيلية بدلا من تدريسها في المعاهد الأخرى.

***

كلمة تكون مسك الختام لحوارنا مع حضرتك؟

الفن هو غذاء الروح والعقل .. فالحرفي يعمل بيده والمهني يعمل بعقله وروحه أما الفنان يعمل بقلبه وروحه وعقله ويده .. وتكوين الشخصية ليس في يوم وليلة وإنما يحتاج لوقت وسنين طوال .. أشكر حضرتك  أستاذة  ريم على الحوار الجميل والراقي  والشكر للشاعر والإعلامي الأستاذ  علي جابر البنفسج  رئيس  مؤسسة البنفسج للثقافة والفنون لمنحي ثقته واعتمادي كمدير مكتب المؤسسة في محافظة حمص.  أمنياتي لكم ومنبركم الإعلامي بالتوفيق ومزيد من الألق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى