هوميروس وملحمتاه الإلياذة والاوديسة
سمير حماد | كاتب وشاعر سوري
لاشيء، لاأحد، لاأشباح / مجرد صخور متناثرة وتلال من الرمال،
نعجتان تبحثان عن الكلأ بين الخراب
هكذا رأى هوميروس الأعمى طروادة المدمرة /محاطة بالأسوار الضخمة
سمع بأذنيه وَلْوَلات وزمْجرات الحرب / بعد أكثر من أربعمائة عام من الإبادة
فأنشدها وولدت ثانية من كلماته / ووضعنا أمام أشهر حرب في التاريخ
هل ما أنشده وتغنى به / كان مجرد نسج خيال ؟
الأسطول الضخم /وهيلينا المولودة من بيضة بجعة/
أخيل وهيكتور/ وباريس وافروديت التي لفّتهُ بعباءة الضباب السحري/ هل كل هذا كان شطحات هذيان أو سكر؟
أبولو ونبلته، وكعب أخيل/
أجاممنون العائد المنتصر/ ومقتله على يد زوجته/
وعوليس مصمم الحصان الخشبي / وبنلوب و إيثاكا/ وتيليماك /والعشاق الخائبون…
الجنود والنساء / والأواله والإلاهات /الغيورون والغيورات /المنتقمون والمنتقمات/ الخائنون والخائنات/
هل هؤلاء جميعا وُجدوا فعلا ؟ أم إنه هوميروس , الأكثر سحرا من ابطاله في الملحمة الهوميرية الاستثنائية؟
إنه التاريح؛ يكتبه أعمى بعد أن دمّره المبصرون