عزيزتي روزيتا (3)

ناصر أبو عون

عزيزتي روزيتا:
كانتِ الليلةُ الفائتةُ كابوسًا؛ كان (ديوجين) يسرح في طرقات المدينة بمصباح مطفأ ويهزي، انشقَ الطريق نصفين فيمَّمتُ وجهي شطرَ (نيتشه) سِرتُ خلفه معصوبَ العينين وحطَّمتُ جدرانَ القناعات التي شيّدتها حجرا على حجر طوال ثلاثين عاما، وخلعتُ كلَّ الأقنعةِ التي كنتُ أُبدِّلُها مثلَ ثيابي، وأتفنن في صُنعها للتوافق مع كل الوجوه؛ التي تغبِّش عدسة اليقين، وتنفث ضباب اللاحقيقة في وجهي.
ساعتها رأيت العالم مختلفًا سقطت من ملامحه كل الرتوش الكاذبة وسطعت شمس الحقيقة حتى أنتِ كانت ابتسامتك طلَّةَ الصُّبحِ، وشوقَ الرَّمل للماءِ، ولهفة المطرِ لأحضانِ شتلة الزعتر، وشجر الحناء للفرح في أوطان الحزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى