لهذه الأسباب

رياض ناصر نوري | سوريا

لاننامُ
نحنُ مَن نرتقُ ثوبَ الوقتِ
بحريرِ الكلماتِ
لاننامُ
لأنّ العواصفَ في أعماقنا لاتهدأُ
لأنّ وراءَ جدرانِ بيوتنا
قطيعَ ضباع ٍ
يحصي تنهداتنا الطويلة
يعيد ترتيبَ ما نشرد بهِ
ليُقَدّمَ على ورقٍ أزرقَ
لطبيبِ العائلةِ الكبيرةِ سرًّا
لاننامُ
لأن ّ علبةَ حليبِ الأطفالِ فارغةٌ
منذ ليلتينِ
و ثديُ الأمِّ لمْ يعدْ كما كانَ
– كمْ كانَ يشبهُ كرةَ الثلجِ
ليلةَ عيد الميلادِ
نحنُ المولعينَ بخططِ الشطرنجِ
لاننامُ
لأنّ أوركسترا الحرب جدُّ صاخبةٌ
صاخبةٌ لدرجةٍ
أزالتِ الْمِلاط َ الورديَّ
عن جدرانِ المدارس
وهربتْ عاريةً من جذورها
أشجارُ الحدائق
تاركةً نُدُبًا سوداءَ
تحتَ عيون العصافير
والملكُ على الرقعة لم يزلْ يضحكُ
لأنّ خبرًا عنْ واحدٍ منّا
مات اغتيالًا
وراء حدود القصيدة
مرَّ سريعًا بخطٍّ خفيفٍ
أسفلَ شاشةِ التلفازِ
لا ننام ُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى