يارب عبادة لا عادة.. وفتحت المساجد أبوابها

نور الدين محمد | طالب ثانوي من مصر

مازالت ومضات السعادة تخالجني حتى الآن.. يقشعر لها بدني كلما وردت علي خاطري، منذ اللحظة التي تلقيت فيها خبر فتح المسجد النبوي للمصلين وأنا لا أدري لي حالًا من حينها، مذ رأيت المصلين وهم يتهافتون حدواً للمسجد؛ حنينهم الفائض يسبق خطاهم وعيونهم المشتاقة تتسابق لتنهل تفاصيل المكان بعد غياب دام ما دام، وصورة المسجد وكأنه يبسط أذرعه حانيًا عليهم بإبتسامته المشتاقة أن يذكر فيه اسم الله من جديد محتضنًا عباده الصالحين، ومذ رأيت شوقهم يُروي بين قنوت خالص رد للجسد روحه وركوع نفض رماد الأيام عن القلوب المحزونة وسجدة خاشعة أكاد أجزم أنها لم تحتو أية كلمة سوى بعض الزفرات والنشجات التي أفصحت عما إذا ماقيلت آلاف الكلمات لن تفصح به !. من بعض الصور الصماء شعرت بمعنى يلامس جزئًا لم أعهده في قلبي ويسري بداخلي..ظللت هائماً في وجداني مشتاقاً لتلك الذكريات التي جمعتني بالمساجد ومتحرقًا لأن تفتح من جديد؛ ولكن مالبثت حتي تناولتني الحسرات وتردد صدي أصواتٍ صدحت بداخلي متسائلة ما الحال حينما تفتح المساجد من جديد ؟، أستكون فرحة يوم أو بعض يوم نذهب لنلقي التحية ثم نعود لسيرتنا الأولي ؟، أسنفي بالوعود أم ستذهب أدراج الرياح ؟، هل حزنا حقًا لغلق المساجد أم كنا نجاري ما جري كالعادة؟، إن كنت تعلمت شيئًا مما جري فهو أن بيوت الله عزيزة يحزنها الجفاء والبعد..وما أكتب ما أكتبه إلا لأنني أعرف ضعف نفسي حق اليقين وضعف البشر من حولي، ووالله ما أكتب كلامي هذا في يومي هذا إلا ليكون شاهدًا عليّ عندما تتخاذل نفسي وتتكاسل – وهي فاعلة لامحالة – وتذكرة لي بغربتي هذه التي ما فتئت تثقل علي روحي.. أرجو من الله أن يثبتني وإياكم فمن يدري أذاهبون نحن أم باقون وإلى متى سيظل الباب مفتوحًا وإلى متى سيظل لنا من وِردٍ نصيب، ولكن في النهاية أنا حقاً سعيد والله إني سعيد كما لم أكن من قبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى