ما الفارق بين مفهومي (الزواج) و (الحب)؟

د. أحلام الدميني | اليمن

مدخل:

*الحب الدائم والحقيقي والمطلق لله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يقول “وجعل بينكم (مودةً ورحمةً)” بين الزوجين، ولم يقل الحب إلا في المعاملات، فالدين المعاملة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “حب لأخيك المسلم كما تحب لنفسك”، والقصد هنا حب له الخير وليس بأن يتملّك كل عقلك حتى الجنون.

فالله سبحانه وتعالى يغير بشدة على عبده، إذا تعلّق المخلوق بمخلوق مثله أكثر من الله بجلاله وعظمته، لذلك نلاحظ أن أكثر قصص الحب القوية لم تتوفق نهايتها بالزواج، كعبلة وعنتر و قيس وليلى …

(فحِب الله أكثر مما تحب، سيعطيك الله ما تحب وأكثر).

*وأصل العلاقة الحقيقية هي (التعامل)، أن أعطيك (بود ) كل ما تسأل، وتستقبل كل ما أريد (برحمة) منك، لأن من الود والرحمة يأتي الشعور بالتفاهم ،الاهتمام، والشعور بالانتماء، الاحتواء، الأمان، والاستقرار، بذلك ستحب أن تتعامل معها بحب وثقة وعشق وهي كذلك.

 

مخرج:

في الاختيار لشريك حياتك هناك يأتي شيء اسمه إعجاب بالشخص، ثم الشعور بتواجد نوع من الكيمياء بين الطرفين، وهذا الشعور يأتي صدفة يدق له القلب، وينتبه له العقل، وتتآلف الأرواح فيما بينها.

*ثم يأتي الإحساس بالنقص والاحتياج للطرف الآخر، وأنه الشخص الوحيد الذي يُكملك، وإذا وُجِد هذا الشيء ضع في كفتي الميزان سلبيات وإيجابيات الشخص، فإذا رجحت الإيجابيات على السلبيات، ورأيت نقاط السلبيات تستطيع أن تتقبلها بكل وعي ونضج وإدراك، وأنك تستطيع تغييرها أو التعايش معها دون أي مشكلة، هنا تتضح لك الصورة وتستطيع أن تكمل حياتك بكل استقرار وتفاهم.

 

ملاحظة:

*1/ بالنسبة لمعنى (شريك حياتك) هنا يعني شخص يشاركك في مواجهة المشاكل وطرح حلول لها ومناقشتها وتربية الأطفال وبناء أسرة، وليس بأن تتملك شخصية الشخص ذاته، بمعنى كل واحد لدية طموحاته وموهبته المتعلقة به والتي تختلف عن الآخر، فقد تحب الطب والآخر يحب التدريس أو تحب الرسم والأخر يحب كتابة الشعر والقصص، فلا يشترط أن يحب أحد الطرفين ما يمتاز به الأخر، لكن يشترط أن تُسهم في مساعدته ودعمه والوقوف بجانبه وتشجيعه، وأن يشعرك الطرف الآخر بأن نجاحه هدية لك ومن أجلك، وأن نجاحه نجاحك والعكس صحيح.

 

*2/ ليس هناك امرأة ليست جميلة، لكن المرأة الجميلة هي التي بالصدفة وافقت نسبة جمالها ما يتمناه الرجل، فجمال المرأة يكمن في عين الرجل وليس فيما تقول لها المرآة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى