الكاتبة السورية غيداء صُبح والإعلامية ريم العبدلي (وجها لوجه)

غيداء شاعرة  سورية تألقت في كتاباتها الشعرية لدية العديد من الإصدارات اللإدبية ومديرة لمجلة الكترونية أسستها بالتعاون مع مجلات مصرية تجد نفسها بين المشاهدات والاطلاع وتسعي إلى النقش على الأحجار الكريمة من كلماتها في حقول الكتابة مسيرتها الثقافية حافلة بالأعمال لنتعرف عليها أكثر كان لنا معها هذا الحوار….

 

عرفيني بحضرتك من خلال سيرتك الذاتية؟

غيداء راضي صبح مواليد  1988 بالجمهورية العربية السورية حاصلة على إجازة في  الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة دمشق  قسم علم الإجتماع ، وأسعى لإكمال حلمي  في متابعة الدراسات العليا  لنيل شهادة الدكتوراة وكاتبة  وشاعرة  وأديبة ولدي العديد  من الكتب  الأدبية.

الاصدار الأول  في دمشق كان بعنوان. (الحياة آدابها قبل علومها) وهي من سلسلة تربوية الآداب في مبتدأ الحياة، والإصدار الثاني كان في دمشق أيضا بعنوان (الضبط التربوي  ماله وما عليه)، والإصدار الثالث تم بمصر  بعنوان (خطوات على طريق الحياة) ، واليوم أنا على مشارف  الانتهاء من  الإصدار  الرابع  الذي سوف ينشر  في  تونس   أو مصر بعنوان (وقفة مع الذات) وأيضا  أنا بصدد نشر ديوان شعري في مصر  وآخر قريبآ سينشر في  سورية وأعمل مديرة لمجلة إلكترونية  أسستها بالتعاون مع مجلات مصرية وهي تحمل  اسم (مجلة عبق الياسمين)، وأنا أعمل لتحويلها  إلى مجلة ورقية باختصار أنا عبق الياسمين أكتب للملايين

***

كيف بدأت علاقتك بالكتابة؟

وأما أنا في حجرة نفسية مرصوفة بنظام  شديد وعميق  حجرة متناهية الشكل، صغيرة في حجمها، كبيرة في إمارتها، تتخللها نوافذ صغيرة تطل على الأفق، تستأنس بنوره وتقتنع بزهده، تبحث فيه عن مستقر  وسلوى  وجدت نفسي في رحلة بين المشاهدات والإطلاع  سائرة للسفر  والتجوال، حينما بدأت تجربتي في الكتابة كان. قلمي  وفكري  متأثرآ تأثرآ عميقآ  بأدباء وكتاب صنعوا خيوط  الشمس  بأدبهم  ولو أردتِ ذكر أسماء. فهؤلاء (طه حسين، ومحمد حسين هيكل وأحمد أمين، وتوفيق الحكيم ، ومحمد الماغوط ، وجبران خليل جبران ، وميخائيل نعيمة ، وجورجي زيدان ، ومارون النقاش.

***

كيف توفّقين بين كل أنواع  الكتابة؟ وبأي حقل من حقولها تشعرين بأريحيه أكثر؟

.. أنا أكتب وأحاول  أن أجعل لغة كتاباتي  لغة  سياسية، لغة نثرية، لغة شعرية ،ولكن أكثر  ما أحبه هو الكتابة للحياة الاجتماعية، أحب أن اتواجد في مجتمع إنساني، مجتمع  اجتماعي، ولكن الأهم من هذا كله ومهما كان اللون الذي أفضله من الأدب عليه أولآ  أن يأتي بالجديد  بالثورة التي يجب أن  لا تنطفئ  آثارها وثانيآ  أن يواكب مانعيشه من أزمات فكتبت  شعرآ ونثرآ  ومقالآ  وفي كل ما كتبت كنت ألتزم صدق المشاعر  وعفوية وموضوعية  الكلمة.

***

الفضاء الأدبي كيف تصفه لنا الكاتبة غيداء صبح؟

 

صديقتي كلنا أدباء وشعراء  وفنانون ومصورون نسعى  إلى إنسانية  الفكر  والعلم لنكون  سببآ من أجل إثراء وطني  وتقدم  إنساني نحو الأمثل والأفضل كلنا نسعى  إلى النقش على  الأحجار الكريمة  وإرساء  الكلمات في حقول  الثقافة والاهتمام بقضايا الوطن  خاصه والإنسانية عامة كلنا نكتب من أجل  التلاقي والتواصل  والتفاعل  والانسجام والتكامل إلى عالم الأفكار  لتزيدنا قوة ومنعة كلنا نسعى إلى الاهتمام  بالكتابة والقراءة  لأن الأمة  التي لا تقرأ تحكم  على نفسها بالتقهقر  والتلاشي  لذلك علينا العمل لرفع قيمة الفكر والأفكار.

***

كيف يكون لدى الكاتب رؤية واضحة لأي  مشروع  يسعى إليه فكريآ  أو أدبيآ؟

منذ بدأت مسيرتي  الثقافية  قررت  أن  أبقى  وفيه  لذاكرة المكان، وبرغم  ما أكتب  أشعر  بأنها  أجمل  اللحظات  كي تبقى  الكتابة حيه  على الدوام، وحين أكتب  أحرص  دائما  على صدق  ما أكتبه  أولا وثانيآ  أن لا اتخطى  الأنا  على حساب  الآخرين. لأن الثقافة الحقة  هي التي تنم عن تفاعل  خلاق  عن ذاكرة الأمكنة   وروح  الحضارات  ومتعة  الحوار  مع الآخرين، وأحاول  أن أكتب بروح التفاؤل الدائم  لأنني  أرى مستقبل البشرية أفضل  من ماضيها رغم ما يظهر  على السطح من حروب وويلات  لأن  من واجب الأدب الصمود  والتحدي  والرد على كل تحدي  وهذا لايتم  إلا  عندما يقترن  الابداع  بالكلمة  ليحدث التغير  المطلوب.

***

هل لديك مشاركات  خارجية  غير هذه المسابقة؟

بالطبع لدي أكثر  من مشاركة على حروفي  أن تكون ممتنة لأول مجلة  نشرت فيها. وهي مجلة أدبية في مصر الحبيبة (مجلة المساء العربي) فقد نشرت فيها ورقيا وإلكترونيآ لمدة ست سنوات  تقريبا ومنها انطلقت حروفي لترى النور في مجلات مصرية أخرى كالأهرام والتي طالما حلمت في النشر فيها. ولي الفخر بذلك. ونشرت بمجلات مصرية أخرى مثل روز  اليوسف  والوفد واليوم السابع  والشروق الدولية ومن مصر  إلى العراق  فكان لي نشرآ ورقيآ  في جريدة  المراقب  العراقية  والشرق  والعراق الإخبارية  ولا أنسى  مجلة عراقية عزيزة على قلبي أحببت النشر فيها وهي مجلة الآداب والفنون الورقية العراقية، وفي ليبيا تبنت حروفي  ورقيآ مجلات  كثيرة  أهمها: صدى المستقبل  في بنغازي وهي من أحب المجلات على قلبي  ونشرت بصحيفة  برنيق الورقية  التي فتحت أبوابها لي وغيرها من الصحف ، ولا أنسى الجزائر  بلد المليون شهيد  فكان  لي مشاركات في جريدة  الأحرار  الورقية التي سعدت  في النشر  فيها وجريدة الجديد الورقية وتونس الخضراء  قد رحبت بحروفي  في مجلاتها  وطبعا لا أنسى بلدي الحبيب الأم  سورية . أما عالميآ  فقد  لقيت  حروفي النور عندما  ترجمت  إلى اللغة  الفرنسية  ونشرت في إحدى مجلاتها، وقريبآ  ستترجم  بعض مقالاتي إلى الألمانية  والإنكليزية  والهندية .

***

ماذا يشغلك الآن ؟ 

 

هل تعلمين ماهي التحفة التي تساوي كل أموال الدنيا وكنوزها هي الإنسانية  الجريحة  وقضاياها  هي أكثر  ما يشغل  قلمي  وفكري  بل روحي  اليوم  في داخلي  ثورة  هي ثورة  الذات مع المعرفة  التي تنيرها الحياة صديقتي  حتى الموت لا يستطيع  أن يطفئ  نشوة  الإنسانية  بكل ما يكتب  أو ينشر ولا الزمن  يستطيع  أن يخفيها  ولا الأيام  تشيخها  ولا الليالي  تهزم  عزمها  ولكن كل شيء ممكن .حينما نجد  موت  الإنسان  المبدع  بداخله  موت  الروح المبدعة  عندها تنطفئ  الروح الإنسانية ويحرق سحرها . كلنا  من أدباء  وكتاب  وشعراء  يجب أن نهب اليوم  ونمتشق  اقلامنا سلاحآ  لمواجهة  أعداء الإنسانية .علينا أن نوحد ثقافتنا لتكون ثقافة  الحكمة . وغدآ  تكون ثقافة  العراقة  تنعم بحرية  الفرد  ودولة  القانون  في عالم  الفتنة

***

أي إضافات غابت عني ؟

كنت أود لو تسأليني هل أنا  من أنصار  الذاتية  أم الموضوعية ؟ فهذا  السؤال قد طرح علي كثيرآ من الكثرين واليوم أحب أن أرد عليه  من خلال (جريدة عالم الثقافة) أنا ياصديقتي أشبه العلوم  الإنسانية  بعالم  الذرة  إنها تمثل كل شيء كالذرة  التي تمثل كون قائم بذاته .. أنا ضد  من يقول هذه نزعة ذاتية أو تلك موضوعية أو اجتماعية. إن أصحاب  النزعات الذاتية  يمهلون قضايا  مجتمعهم. وأصحاب النزعة  الاجتماعية يهملون  قضاياهم الذاتية.

أنا في رأي ياصديقتي  إن المشكلة  هي في عملية  الضبط(الضبط الاجتماعي ) هنا يلتقي الفرد مع المجتمع  وهذا  ما دعاني أن أنشر كتابي  الثاني . بهذا الخصوص ومواضيعه لم تكن مطروحة  أبدا . إنها عوامل  مشتركة بين الفرد والمجتمع . ولو استطعنا أن نضبط تلك  العوامل  لاستطعنا أن نرتقي إلى أعلى مستوى، ولأسرعنا  في حل  أي مسألة  أو معضلة اجتماعية أنا ضد من يقول  وهذا خطأ  كبير  بأن الفرد بوادي والمجتمع بوادي أخر.

وأرد على ذلك: أين الاجتماعية المشتركة  اذا كان هذا صحيح ؟ أنا أريد  من الأديب أن يمثل الباحث  الاجتماعي  في أي  قضية  من قضاياه . أنا أريد  من الأدب أن لا يستخدم (خلفياته)  للأدب  فقط . وكما أريد  من الباحث  في علم الاجتماع  أن  لا يستخدم  خلفياته  لخدمة المجتمع .. أنا أريد من الأدب  وعلم الاجتماع مهمة  كبيرة  وشاقة  وصعبة  هي تخليص المجتمع  من عيوبه .

***

كلمة تكون مسك الختام لحوارنا ؟

أولا أتقدم بالشكر والمحبة والتقدير لك زميلي المبدعة ريم العبدلي ولقلمك الحر وأسئلتك الفذة وتقديمك للحوار بأسلوب راقي موضوعي ودورك في استقطاب الكتاب والأدباء وتتويج كلماتهم في هذه المجلة المبدعة وأتوجه بخالص الدموع واللهفة والشوق والشكر إلى  الأسمر الجميل والزند الحنون والكتف الرؤوف والفيلسوف والمثقف   أبي رحمه الله لا حروف تفي حقه وأتوجه بالشكر إلى نبع الطهارة ومفتاح نجاحي عند خالقي ملكة النساء/ والدتي / ولا أنسى  الخمس بسمات الحنونات الكريمات  هن الغاليات نور عيني  وملكات قلبي /أخواتي/

واسمحي لي أن أتوجه بالشكر والامتنان لكل من ساندي ودعمني في مشواري من أشخاص  ومجلات وصحف  وأخص بالذات الأستاذ والشاعر الكبير نبض مصر  الغالية مصطفى غانم وبالنهاية  أريد أن أوجه كلمتي إلى. أصحاب الأقلام الحرة :

حطموا القيود وليكن لكم دور في بناء العقول، لا تقفوا عند أي تقليد  وكونوا أصحاب المواهب التي تنادي بموضوعية تامه  لأن صمت اليوم مقبرة الغد .. اجعلوا الكلمة ضوء للسامعين اغرسوها  اليوم في الجذور  ستجدونها غدآ مع بذرة الفجر. .. ازرعوها  في القصور الفتيه وفي رؤوس السياط الخفية تصبح بندقية  ولو  الأمر للاقلام سمعتها تقول  إنها أشد فضاضة على النفس من وقع الحسام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى