كابوس

نداء يونس | فلسطين

حلمت بأنني دعسوقة،

صعدت إلى نبتة بقوقعة لامعة

بحركة بطيئة

وبلا صوت،

كنت أتمثل إحدى نجمات السينما في الظهور الرصين

وأخطو مثل الآلهة على ممر الخلود

وأتموضع على السجادة الحمراء للتصوير.

 

قلت: أرتاح من لعنة اليومي والاستهداف،

قلت أيضا أن الآخرين كثير على حياة واحدة،

كما قلت في بيان التحّول التاريخي

إنني سأرى لكن لن أُرى

وقلت: بهذا أحل معضلة كبرى على المسرح الصغير

وقلت: أعيش.

 

طفل يجمع الحشرات للتسلية طاردني

البومة الجائعة كانت تترقب المساء

العالِم الذي يجري تجربة لغاز قاتل ويرفع أوراق النبات كالمشاحيف

بينما رفاقي يتدافعون للهروب

أو على جدران

كونيتر العينات يراني أو يكاد

العجل بنظرته البلهاء

بعينيه اللتان تدوان في محجريهما دون معنى

والفكين الهائلين المصممين لقتل الملل بالطعام

يقترب.

 

بعيدا عن المشهد الملحمي

الذي لم ترافقه موسيقى جنائزية

الذي لم ترافقه الصلوات

الذي لم يحتج أي طقوس للوداع

الذي لم تمتد إليه سلطة الكهنوت

وفتاوى إجازة الصلاة على أجناس أخرى

الذي لا داعي لاستصدار شهادة وفاة

حين ينتهي

أو تقسيم التركة

أو إغلاق الحساب البنكي

أو حتى عقد مزاد علني لبيع الذكريات التي إصبحت قطع روبابيكيا

إلخ إلخ إلخ

كان علي أن أصحو.

 

يد من خارج الحلم لطمت – عرضيا على ما يقال- إناء الخزف،

وكان رأسي على وشك الارتطام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى