تاريخ ومساويء النظام الإقطاعي

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ وعلم المصريات

يرجع النظام الإقطاعي إلى عهد الرومان، إلا أنه تبلور في صورته التي عرفته أوروبا في القرن التاسع، وبلغ ذروته في أوروبا أبان القرون الوسطى، وتحديدًا في القرن الثالث عشر.

بدأ نظام الإقطاع باقتطاع الملوك والأمراء مساحات من الأراضي إلى من يدينون لهم بالولاء، وذلك مدى حياتهم، ثم أصبح ذلك أمرًا وراثيًا، فأمير الإقطاعية هو الحاكم المطلق في إقطاعيته، هو المالك لكل شيء والباقون عبيد، لا يملكون حق الانتقال من إقطاعية إلى إقطاعية أخرى.

ولم تكن مساوئ النظام الإقطاعي في الجانب المالي فحسب، بل كان للإقطاعي سلطات أخرى حصل عليها، والمدهش حقاً هو تلك القائمة الطويلة من الواجبات التي يؤديها الرقيق للمالك، عدا خضوعه المطلق لسلطته وارتباطه المحكم بإقطاعيته:

1- ثلاث ضرائب نقدية في العام.

2- جزء من محصوله وماشيته.

3- العمل سخرة كثيراً من أيام السنة.

4- أجر على استعمال أدوات المالك في طعامه وشرابه.

5- أجر للسماح بصيد السمك أو الحيوان البري.

6- رسم إذا رفع قضية أمام محاكم المالك.

7- ينضم إلى فيلق المالك إذا نشبت حرب.

8- يفتدي سيده إذا أسر.

9- يقدم الهدايا لابن المالك إذا رقي لمرتبة الفرسان.

10- ضريبة على كل سلعة يبيعها في السوق.

11- لا يبيع سلعة إلا بعد بيع سلعة المالك نفسها بأسبوعين.

12- يشتري بعض بضائع سيده وجوباً.

13- غرامة إذا أرسل ابنه ليتعلم أو وهبه للكنيسة.

14- ضريبة مع أذن المالك إذا تزوج هو أو أحد أبنائه من خارج الضيعة.

15- حق الليلة الأولى! وهي أن يقضي السيد مع عروس رقيقه الليلة الأولى، وكان يسمح له أحياناً أن يفتديها بأجر، وقد بقي بصورته هذه في بافاريا إلى القرن الثامن عشر.

16- وراثة تركته بعد موته.

17- ضريبة سنوية للكنيسة، وضريبة تركات للقائد الذي يدافع عن المقاطعة.

وقد أدى النظام الإقطاعي إلى تحول أغلب أوروبا إلى مجتمعات ريفية فقيرة، واندثرت المدنية في الكثير من الأقطار الأوروبية، كما انحصر المجتمع إلى عدة طبقات:

أولاً: السيد المالك: هو المسيطر الفعلي وصاحب النفوذ القوي في هذا النظام، وقد كان يملك حقوقاً لا حصر لها في حين ليس عليه أي واجبات حيث كان من حقه أن يضرب رقيق أرضه أو يقتله في بعض الأماكن أو الأحوال دون أن يخشى عقاباً .

ثانيًا: رجل الدين: كان رجل الدين بسلطته الروحية سيداً إقطاعياً إلى حد ما، وكان يملك الإقطاعيات، ويتحلى بالألقاب الإقطاعية، ويورث مرتبته لذريته.

ثالثا: رقيق الأرض: لم يكن رقيق الأرض عبداً بمعنى الكلمة، لكن حاله لا يختلف عن العبد في شيء، والفارق بينهما أن العبد في الأصل إما أسير مغلوب، وإما مخالف للسيد في الدين أو الجنس أو المذهب، بعكس الرقيق الذي هو أصيل في الإقطاعية، وينتمي إلى الدين والجنس اللذين ينتمي إليهما سيده.

هل هذا النظام الإقطاعى المذكور أعلاه، كان معمولا به فى مصر إبان الحكم الملكى، وكان ضمن مبادئ ثورة يوليو المجيدة : القضاء على الإقطاع !ولقمونا إياه في كل مراحلنا الدراسية دون أن نعرف ما هو النظام الإقطاعى فى الأساس . . حتى الآن مازلنا نسمى الأحداث ونصفها بغير صفاتها الحقيقية.

عن أى إقطاع، وعن أى ثورة، كانوا ومازلوا يتحدثون ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى