العقل والنقل

د. خضر محجز | فلسطين

يتساءل الأصدقاءُ عن حدود العقل، إن كان له حدود؛ وعن قيمة العقل، إن كان لقيمةٍ حدود؛

وعن قيمة الحرية، إن كان النص مقدماً على العقل.

والحق أنه سؤال قديم، وهو مدار الفتنة وميدانها، منذ أبى إبليسُ السجود لآدم، فرأى أن الله يستحق أن يُسجَدَ له، وأما الإنسان فالعقل يأبى أن تسجد نارٌ للطين.

ولو شاء الله لجعل إبليس يرى إلى الآمر حين أَمرَ، دون أن يكلّف نفسه فحص عقلانية ما أَمرَ الذي خلق العقل.

ولقد آمنت مبكراً ـ وأرجو الله أن أموت عليه ـ أن للعقل حدوداً، وأن من اشترط على الله لم يؤمن به، فالله لا يقبل الشركاء.

وأقول الآن مرة أخرى: إنه لا مخلوق إلا وله حدود. وتلك هي نقطة الضوء، التي من فقدها فقد البصر والبصيرة، وفقد السمع والتفكير، فلا يلومن إلا نفسه.

للعقل حدوده يا مخلوقات مثل عظاءات نسيت أنها عظاءات، فخرجت من جحورها ونشرت أجنجتها لتطير، فأخذها نسر السماء.

للعقل حدودٌ يا أشياء تتقلّع على أرض لم تخلقها، وتأكل من رزق لم تُخْرجه، وتموتُ في وقت هي أشد ما تكون فيه حاجة إلى الحياة.

للعقل حدود، وللعقل مجال داخل الحدود، فيما لا يصطدم مع الأمر السماوي الحتم الناجز، وما سوى ذلك فكثير من الحرية.

لكن الإنسان لا يحب القيود، خصوصاً حين تأتيه من الغيب. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

لا إله إلا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى