اليوم السابع الثقافية تضيء شمعتها الثلاثين

ديمة جمعة السّمّان | القدس

في شهر آذار ولدت ندوة اليوم السابعالثقافية المقدسية.. شهر الابداع والمبادرات وتتجدد الأفكار.

تضيء ندوتنا شمعتها الثلاثين هذا العام بكل تألق وتجدد.. ما سرّ علاقة شهر آذار بالحياة وتجددها؟ سؤال سألته لنفسي مرارا، هل لأنه الشّهر الذي يختصر جميع شهور السنة بكل ما يحوي من تنوع وتجدد؟ فيلبي حاجات الجميع؟ هل لأن فيه يتساوى الليل بالنهار، فتتوازن فيه الحياة ويشعر المرء بالراحة والسّلام؟

في آذار تتجدّد الحياة، فيه يتفتح الورد “زرار زرار”، وهو أيضا أبو الزلازل والأمطار، و”آذار أوله صقعة وآخره نار، وبيدفّي الراّعي من غير نار”. كلّها أقوال سمعناها من أجدادنا الأوائل، الذين شعروا بمدى تأثيره على طاقة الإنسان وتوازنه، وهو مصدر غني للإيحاءات وبث الأمل والتغيير؛ لتستمر الحياة. يحمل معاني التضحية والإباء والكرامة، هو شهر الربيع الجميل، وشهر الأمّ التي تعطي ربيع عمرها لأبنائها.

فيه تتوازن الحياة وتتدفق الأفكار، وتنطلق المبادرات الخلاقة.. فيه قبل 29 عاما (في آذار 1991) انطلقت فكرة ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية المقدسية، بمبادرة من خمسة أدباء: جميل السّلحوت وإبراهيم جوهر وديمة السمان ونبيل الجولاني وربحي الشويكي، وبدعوة من جميل السّلحوت عقد اللقاء الأول في مركز القدس للموسيقى لصاحبه الفنان مصطفى الكرد، الذي كان يشنّف آذاننا بأجمل الألحان تنطلق من أوتار عوده في نهاية كل لقاء.

ولدت النّدوة تحمل أهدافا سامية، وجمعت أدباء فلسطين في مساء كل خميس من شمالها إلى جنوبها، الكل سعيد بما تطرح من نقاشات بمستوى رقيّ أهدافها التي تسعى إلى تفعيل الحراك الثقافي بألوانه المختلفة في وطن أحوج إلى ما يكون للأبداع والتميز.

فيها تم اكتشاف المواهب للكبار والصغار، فيها تم بر الغثّ من السّمين.

دامت ندوتنا الثقافية التي وثّقت معظم ما ناقشت من كتب في لقاءاتها في 23 إصدارا طيلة ال 29 عاما الماضية.

في آذار الجاري يضيء المثقفون والأدباء شمعة ندوتنا الثلاثين. العمر المديد لأقدم ندوة ليس فقط على المستوى العالم العربي، بل على مستوى العالم أجمع.

دامت ندوتنا بروادها المبدعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى