يا ظلالي

خالد عرار /فلسطين  

زيّني إكليلَ عرسِ الرّاحلينَ إلى رُباكِ

حمّليهم بالهباتِ لساكني أرضِ السَّمر 

فالغبارُ اصطادَ فرخاً تائهاً ، واحتلَّ حُلماً في هواهُ .

ليسَ وحده ..

هكذا جاءَ الخِطابُ 

وزمجرَتْ كلُّ البنادقِ في حذر ..! 

فالسَّماءُ مليئةٌ بعيونِ أبرهةَ المسافرِ نحو مكَّةَ 

مُنذُ أنْ شاعَ الخبر .

والمدينةُ .. أَعلنوا فيها الحِدادَ 

شيّدوا قَصْراً على أنقاضِ مكّةَ

كي نُحارِبَ كلَّ أشكالِ التَّعصّبِ ، والمجون .

آهِ يا أنتَ المسافرُ  

كيفَ عادتْ من رفاتك أبجدياتُ الحنينِ 

وأنتَ وحدكَ في حِماكَ ؟

كيفَ عُذِّبَ مَن هواكَ ، ومَن جفاك ؟!

آهِ يا هذا التناقضُ ، دلّني سُبلَ الخلاصِ من النّحيبِ على فِراقِك

دلَّني سُبلَ الولوجِ إلى المدينة 

بعدما انفضَّ الوِئام  

ودُمِّرتْ أبوابُ مكّةَ في سلامْ ..!!

دُلَّني كيفَ السَّلام ..

عذَّبتْنِي جُملةُ الطّفلِ الذي اعتادَ الصَّفيرَ لناقلاتِ الجُندِ 

حينَ رآك .. ” هذه راياتُ مَن عبروا الحُدود “

هلْ تَبصَّرَ ما تُخبِئُهُ البنودُ ،

وما يُسيِّسهُ الرُّماة ؟

لم يعدْ ماضي الحكايا مثلما وصفته أمِّي ..

لم تعدْ غَرناطةُ الثّكلى تُفتِّشُ عن أميرٍ في الأساطيرِ المليئةِ بالخيول الطّائرة .

فالمشانقُ عدّلتْ نَصَّ العرب ..

حوّلتْهُ إلى هَباءٍ فوقَ أضرحةِ الرُّتب ..!

عذَّبتني لهجةُ الشُّرطيِّ ـ وهو يجودُ لي بأساورَ متعطّشة ـ 

أنتَ يا هذا أسيرُ المرحلة ..

أنتَ يا هذا ملاذٌ العالقينَ بحبل ماء ..! 

لا تَسلْني كيفَ نصنعُ من جلودِ الأبرياء الأقنعة .

لا تَسلْني عنْ رؤايَ ، وعنْ شروعي في ممارسة التّعب .

لا تسلني كيفَ أضحى الصَّمتُ دستورَ النُّخَب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى