حلم

تركي عامر‏ | عكا – فلسطين

قَرَأْتُ قَصِيدَةَ حُبٍّ سَرِيعٍ،
تُعَرِّفُ عَنْ نَفْسِها ساخِرَةْ:
“وُلِدْتُ بِكَبْسَةِ زِرٍّ.
نَشَأْتُ كَسِرٍّ.
تَرَعْرَعْتُ في صَفْحَةٍ دائِرَةْ،
على حَلِّ سُمْعَتِها الفاجِرَةْ”.
بَكَيْتُ بِصَمْتٍ.
وَقُمْتُ مَشَيْتُ على مَهَلٍ
مُسْتَفِزٍّ إلى سِدْرَةِ المَقْبَرَةْ.
وَصَلْتُ قَتِيلًا.
جَلَسْتُ لِكَيْ أَسْتَرِيحَ قَلِيلًا.
غَفَوْتُ بِفَيْءِ شُجَيْرَةِ ظِلٍّ.
حَلُمْتُ بأَنِّي،
أُرَتِّبُ حاوِيَةَ الذّاكِرَةْ.
رَأَتْنِي المُضِيفَةُ. لَيْلَتُنا مُقْمِرَةْ.
تَدانَتْ. فَقُمْتُ احْتِرامًا. فَراحَتْ،
تُرَحِّبُ: “أَهْلًا قَدِمْتَ وَسَهْلًا
وَطِئْتَ!”. وَثُمَّ اسْتَدارَتْ،
تُرِينِي الطَّرِيقَ إلى غُرْفَتِي.
قُمْتُ. عَنْ ناظِرِي لَمْ تَغِبْ،
مُسْتَدِيرَتُها الفاخِرَةْ.
دَخَلْتُ سَرِيعًا.
فَتَحْتُ النَّوافِذَ. جاءَ هَواءٌ
جَدِيدٌ. وَجَدْتُ بِجانِبِ تخْتِي،
بَقِيَّةَ مِنْضَدَةٍ مِنْ زُجاجٍ، عَلَيْها
زُجاجَةُ خَمْرٍ
وَكَأْسانِ يَجْلِسُ بَيْنَهُما،
كِتابٌ أَنِيقٌ
وَعُنْوانُهُ “مُرْشِدُ الآخِرَةْ”.
فَتَحْتُ الكِتابَ بِخَوْفٍ.
وَقُلْتُ: “لِأَقْرَأَ عَلِّي أنامُ قَلِيلًا”.
غَرِقْتُ كَثِيرًا.
سَمِعْتُ على البابِ طَرْقًا
خَجُولًا. فَقُلْتُ: “ادْخُلِي!”.
دَخَلَتْ بابْتِسامَتِها السّاحِرَةْ.
“قُمِ الآنَ! هاكَ قَمِيصًا
جَدِيدًا!”. ضَحِكْتُ: “لِماذا؟”.
فَقالَتْ: “قُمِ الآنَ! إِنَّ وَرائِيَ شُغْلًا
كَثِيرًا على سُنّةِ المِسْطَرَةْ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى