وسائل الحماية من عدوى فيروس كورونا المستجد

د. فيصل رضوان| أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية – الولايات المتحدة الأمريكية

أ. محمد جاد على مدرس البيولوجيا والكيمياء | جمهورية مصر العربية

‫يعتقد أن فيروسات الكورونا المستجدة تنتشرفي المقام الأول من قبل الناس الحاملين لها أو المرضى خلال الرذاذ الناتج عن السعال والعطس والبصق، وأن إنتقال العدوى من شخص إلى شخص آخر هو الأكثر شيوعاً.

‫وفي الحين نفسه، هناك مؤشرات جادة إلى إمكانية الإصابة بالعدوى خلال التلامس العفوى بالأسطح أو الأشياء الملوثة بالفيروس ثم لمس الأفواه أو العيون، إلا أن هذه قد لا تكون الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس، حسبما ذكر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بالولايات المتحدة الأمريكية. لذا وجب التنبيه إلى أهمية التباعد الاجتماعي وتقليل الزيارات للمتاجر إلا للضرورة.

هناك فرق بين التنظيف العادي والتعقيم، فالتنظيف العادي بالمياه والصابون يزيل الجراثيم والأتربة، لكنه لا يقتل كل المكروبات على الأسطح المعدنية والخشبية بل يقلل أعدادها، لذلك ينصح بالتنظيف قبل التطهير والتعقيم إن أمكن. أما التعقيم بالمواد الكيميائية، فيعد أقوى من الصابون وضروري للأسطح الخشبية والمعدنية والزجاجية والهواتف المحمولة، وهو يقلل نسب العدوى إذا تم بدقة بإستخدام مواد فعالة، ومقادير صحيحة. ‫هذا المقال نراجع فيه ثلاثة من الوسائل المؤكدة لحمايتك وحماية أسرتك من هذا الوباء من خلال الاستعانة بمكونات متوفرة بالأسواق المحلية بمصر.

 

أولًا : الأيدي النظيفة

ربما يقسو علينا هذه الأيام ان ننصح مجتمعاتنا الشرقية بتجنب التصافح باليد نهائيا ، ولكن نوصى بجعله فقط حين الضرورة. ربما أخذ من الرئيس ترامب نفسه، كثيرا من الوقت حتى يتجنب التصافح باليد. ولكن حبذا أن تعم هذه الثقافة بيسر بين الناس، وأن يتفهم الجميع تكاليف مقاومة عدو ميكروبي لا تراه العين؛ استطاع عبور القارات الخمس ويمكنه أن يقفز بين الأحباب والأصحاب بسهولة وبدون قصد.

لا يزال غسل اليدين بالماء والصابون جيدا هو أفضل طريقة لتجنب انتشار العدوى. أما في حالة وجودك خارج المنزل ويتعذر وجود الماء، وكان لابد من التلامس فيجب إرتداء قفاز  (استعمال واحد) والتخلص منه بشكل صحيح حين العودة. البعض يفضل إستخدام معقمات اليدين عند الضرورة، بينما الإفراط في إستعمالها من شأنه أن يتسبب في تهيج وحساسية الجلد، نظرا لإزالة الزيوت الطبيعية من البشرة جراء تجفيف الجلد.

إذا كنت تواجه صعوبة هذه الأيام فى العثور على معقم اليدين الجاهز، فيمكنك تصنيعه بالبيت. وينبغي أن يحتوي المعقم على ما لا يقل عن 70% من الكحول الايثيلى (أو كحول أيزو بروبانول). وإضافة الى الكحول،  فيمكن إضافة مرطبات للجلد مثل جل الصبّار أو الجليسرين الى محلول الكحول.

كيفية صنع محلول الكحول : المطلوب ماء مغلى بعد تبريده (أو مقطر إن وجد)  وكحول ( تركيزه أعلى من 90٪).  يتم خلط كوب واحد من الماء مع ثلاث أكواب من الكحول. الكوب هنا هو معيار وقد يستخدم معيار أصغر حسب الكمية المطلوبة. إذا أردنا اضافة مرطبات فيتم استبدال الماء فى الخليط بنفس الحجم من الجِل أو الجليسرين. يمكن إضافة قطرات من زيوت عطرية او عصير اليمون الى الخليط النهائي.

ولاستخدامه الأمثل، يجب أن تضع كمية مناسبة من المعقم على راحة يد واحدة ثم تفركها على جميع أسطح يديك حتى تجف. وأخيرا، لا تنس غسل اليدين بمجرد العودة للمنزل علاوة على التعود على عدم لمس العينين أو الأنف.

ثانياً: قناع الوجه فى الأماكن المغلقة.

أصبح من الضروري على الجميع الآن وحسب توصيات CDC؛ سواء كان لديهم أعراض COVID-19 أم لا، تغطية الوجه بقناع أو غطاء من القماش كلما كان من الصعب الحفاظ على التباعد الاجتماعي.

ولتوضيح الأمر، فإنه لا نحتاج إلى ارتداء قناع أينما ذهبنا، بل مطلوب في الأماكن التي يتجمع فيها الناس ، بما في ذلك متاجر البقالة ووسائل النقل العام. هذه التوصيات تعكس أدلة كثيرة على أن الكورونا يمكن أن ينتقل عن طريق زفير الشخص والكلام العادي، فما بالك بالكثيرين اللذين لا يغطون العطس والسعال بشكل فعال!. ولأن ما يقرب من خمس حاملى COVID-19 لا تظهر عليهم أعراض أبدًا، فإن قدرة هذا الفيروس “الشبح” على الانتشار بسهولة من شخص إلى آخر هو سبب هام يجعلنا نتمسك بإبعاد أنفسنا جسديًا عن بعضنا البعض كلما أمكن.  أرجو قراءة مقالي السابق عن أهمية قناع الوجه فى هذا الرابط: https://bit.ly/2XAFhsd

 

ثالثاً: تنظيف البيوت والأسطح الملوثة

يتساقط الفيروس على الأسطح من الرذاذ المتناثر من السعال او العطاس، ولكن إذا كان الشخص لا يسعل أو يعطس ، فكيف ينشر الفيروس؟. يعيش الفيروس على الأغشية المخاطية في الحلق والأنف. ومع لمس الأشخاص لوجوههم كل دقيقتين ونصف ، في المتوسط ​​، من السهل أن يصل الفيروس اليدين ، وبعد ذلك يمكن نشره على الأسطح كثيفة الاستخدام مثل مقابض الأبواب أو مقبض السيارة، تليفون محمول أو ربما إلى يد شخص اخر غير مصاب.  يمكن أن تحفظ أسطح الصلب والبلاستيك الفيروس بشكل نشط، لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، إذا لم تتعرض للشمس المباشرة. يستخدم بخاخ الكحول عادة لتطهير تليفونك ومقابض الأبواب وصنبور الحمام العام ويد عربة التسوق.

تطهير الأسطح المنزلية تكون عن طريق استخدام عبوة من محلول الكلور المخفف (نصف كوب من مركز الكلور “مبيض bleach” مخلوطاً بجالون من المياه)، ويتم إستخدام بخاخ لرش الأسطح ومسح الأرضيات. لا تصلح تلك العبوة للاستخدام إلا خلال 24 ساعة، لأنها ستفقد قدرتها على التطهير ويجب عمل المخلوط على قدر الاستعمال، كما يجب أن تظل الأسطح مبللة لمدة لا تقل عن خمس دقائق قبل تجفيفها، والأفضل تركها لتجف بالهواء إن أمكن.

يجب أيضا الحرص على  تطهير الأماكن الأكثر عرضة للتلوث، مثل مدخل الباب والنوافذ وأماكن وجود الأحذية. يجب ان تحذر من إستنشاق أو وقوع رذاذ محلول الكلور فى العيون؛ ولا يصلح هذا المحلول مطلقًا  كمطهر لجلد الإنسان. لم توصى CDC أو منظمة الصحة العالمية بإستخدام الديتول كمطهر لفيروس الكورونا إلا ان بعض مستحضراته قد تحتوى على قدر من الكحول ربما يثبط الميكروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى