أدب

أنقاض بكت قلقا

أصابَها سَهمُهُ في الصَّدْرِ مذْ نَشِبا

علي موللا نعسان |  النرويج اوسلو 

أعتى المصائرَ زِلْزالٌ عَجا التُّرَبا
و غابَ عنْ رُشْدِ أرضٍ ما دَهى الشُّهُبا

***

والهَمُّ حاسَ رزايا نِقْمَةٍ غَمَطَتْ
دِثارَ مَسْعى بَرى دَهْرٍ حَثى العَجَبا

***

والعَصْفُ عاثَ على جَفنِْ الرُّؤى خِيَماً
شاقَتْ خَلى حَزَنٍ أقْفى حِمىً وَصِبا

***

قدْ أَوْقَدَ الجُرْحُ السَّاري ضَنى جَسَدٍ
وتاهَ عَنْ حَسْرةٍ ما قدْ يَعي السَّببا

***

فالويْلُ ساقَ المَطايا في رَحَىً جَثَمَتْ
والرَّمْسُ أغْشى عُرى نَفْسٍ شَجَتْ قَصَبا

***

ففي المَدائِنِ أنْقاضٌ بكَتْ قَلَقاً
و في القُرى قد جَرى أمرٌ سَجا النُّوَبا

***

إِذْ قدْ حَرى شَرْخُ زِلْزالٍ ذرا مُدُنٍ
في مَعْشَرٍ هاجَهُمْ رَوْعٌ مَرى الحَسَبا

***

فالدُّورُ من صَرَخاتِ الرُّوحِ قدْ جَزِعَتْ
مَذْهولَةً في الدُّجى من هَوْلِ ما خَرِبا

***

و النَّفسُ منْ مَأْزِقٍ قدْ أجْفَلَتْ كَبِداً
ذاقَ الرَّدى في عَوادي البَرْدِ مُكْتَئِبا

***

إذْ غامَرَتْ في مَهاوي الرَّدْمِ ناجِيَةٌ
قدْ هاجَرَتْ مَوْئْلاً بالحَبْلِ مُحْتَسَبا

***

و الوَعْدُ أمْضى صُمودَ طِفْلةٍ ذُعِرَتْ
في مَخْدَعٍ سادَهُ ما ماجَ و اضْطَرَبا

***

سينشدُ الصَّبرُ ما يَجْلو مُنى مُقَلٍ
قدْ أزْمَعَتْ عِزْوَةً ترجو هُدَىً تَعِبا

***

مَهْلاً على صْولَةِ الأيامِ إنَّ لَها
شأوٌ على قَهْرِ أوجاعٍ شَكَتْ عُصَبا

***

فقَدْ أماطَ الشَّرى قَوْمٌ رعوا خَبَراً
مَفادُهُ مِحْنَةٌ قَدْ أجْهَدَتْ غَضبا

***

هبَّتْ عروسُ الوغى في رجفةٍ جَحَدَتْ
ما لاسَ وَجْنَتَها في مَشْهَدٍ وَصَبا

***

إِذْ هاجَها شررٌ أدهى الثَرى كَمَداً
قَدْ لاكَهُ موعدٌ اعتادَ ما وَجَبا

***

فالعيشُ في رَغَدٍ قَدْ جارَهُ زمَنٌ
رمى طُوى حِكْمَةٍ في خافقٍ رَغِبا

***

واللَّيْلُ أرخى سُدولاً في وعكةٍ بَدَرَتْ
حيثُ الشجا وَعى أصداءَ ما انْتُكِبا

***

قَدْ أرهقَ الأشوَسُ الرائي سُوى بشرٍ
و قَدْ روى المُبْتَغى عن موطِنٌ كُرَبا

***

إنَّ الديارَ و إنْ حاقَ المَدى نَصَبٌ
فالجودُ يُسدي لها ذِكْراً يشي الأَرَبا

***

فالجوعُ أقفى البِلى في رجفةٍ صدحتْ
حيثُ البلادُِ وَعَتْ أحداثَ ما ارتُكِبا

***

و العونُ أرسى عطايا رؤيةٍ رصدتْ
فحوى العدا في ثرى بُغْضٍ شرى العَقَبا

***

فقدْ حفا شجوها عهدٌ على أملٍ
أصابَها سَهمُهُ في الصَّدْرِ مذْ نَشِبا

***

فالأرْضُ في مُلتقى الخَيْرات قَدْ دَعَمتْ
وفدَ الأماني و قد أصبى النِّهى سُحُبا

***

والكَرْمُ زادَ مروجَ السَّعْدِ مُذْ وِصِفَتْ
في مَوْعِدٌ رَجْفَةٌ قدْ شاطَرَتْ قُبَبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى