قلبي يشبه عصافيرهم

أحمد جمعة

لأنّ في صوتي الركيك
ما يثير شجونهم
ويبعث من عيونهم الحجرية
دمعة
تروي ما تصحّر
من ذكريات،
لأن على شفتي ابتسامة يتيمة
تذكرهم بأعراسهم
البسيطة
وتحمل قلوبهم في قواربها
إلى عمرٍ تاه
بين أمواج
النسيان،
لأن يدي تذكّرهم بشجرة
لقائهم الأول
وخطأ الحب الأول
الذي تفرعت منه قبلات كثيفة
وتدلت
في حجر الوقت
بطفلٍ رقيقٍ
كطلقةٍ
تُطارد أيامهم،
لأن قلبي يشبه عصافيرهم
التي طارت
من أقفاص حنانهم
وحطت على أغانٍ مكسورة
تاركة في صدورهم
غرفًا معتمة
يتمرغ على بلاطها البارد
ورق
الخريف،
لأن عيني تشبه نوافذهم
التي لوّحوا منها
للراحلين
ثم استقبلوا قطارات لا تنتهي
للريح
تدهس انتظارهم
بينما تحمل على كراسيها
صافراتٍ
محطمة،
لأني وأخيرًا
أشبه أحزانًا لهم رحلت
هم يحبّونني!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى