نورة

نجاة صادق الجشعمي | أديبة عراقية تقيم في القاهرة

هي معلمة ناجحة وأم ممتازة، وزوجة تعيسة. في كل ليلة تقتل التعاسة واليأس في أحلامها وبكل حرف تحاول قتله إلا في تلك الليلة التي غفت عيونها وخانتها أحلامها. فلم تطلق الرصاصة الأخيرة بل قتلتها أحلامها برصاصة الغربة …

في الجمعية التعاونية وأنا واقفة أنتظر دوري وأن ينادي على اسمي نورة عبد السلام حتى أقوم باستلام علبة الحليب (النيدو) لأطفالي شعرت بالناس تتحرك كالدمى تتراقص وتلتف حول بعضهما البعض لايدركون إلى أين يتجهون وعندما التف الناس حولي شعرت بالخطر والاختناق فجلس الرجل الكبير يبكي ومسك علبة الحليب وداسها بقدميه وغادر وغاب عن الأنظار لكن علبة الحليب أخذت تصرخ فتركت الطابور ومشيت وكان الموظف ينادي نورة عبد السلام. نورة عبد السلام.وأنا أخطو نحو الخارج دون اكتراث فلن تقتلني علبة الحليب وكرامتي تداس بصوت الموظف الحقير أبداً لن تستطيع العثور علي مرة أخرى .بينما أصر ينادي نورة عبد السلام والجميع يرددون خلفه منادين نورة عبد السلام وأنا أمضي للخارج لن تقتلني علبة الحليب أبداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى