ماذا رأيت؟

شهاب محمد | فلسطين

 

(هذه قصيدتي التي كتبتها قبيل دخولي لإجراء عملية جراحية اضطرارية في القلب بسبب امتناع الشرايين  المغلقة عن الانفتاح متمنيا لجميع الأخوة والأخوات الصحة والسلامة)

رأيت شيئا مثيرا، رائعا، عجبا

يشابه الحلم إذ في الحلم كان ربى

فقلت سبحان رب الخلق قد صنعت

يداه هذي الرؤى كي نبلغ السببا

وكنت قد جئت محمولا على وجعي

وغادرتني أمان، كن لي أربا

وصرت أبحث عن نفسي أسائلها

ماذا جرى لي، وماذا حل واعجبا

قلبي جريح أتى العنوان مؤتنسا

وغادر الأنس، والإحساس ما كذبا

قد أحرجتني جراحات فأوجعها

قلبي جراحا، ولا ما استسهل اللعبا

يا قلب ويحك حاذرلا تعاندني

أنا العنيد، عنادي يملأ الكتبا

وقد جلسنا معا دهرا بأكمله

وكنت لي خير خل يحمل الطربا

يا قلب ويحك لا تترك مواجعنا

ولا تكن عند ضعف القلب مضطربا

يا قلب ويحك لا تخشى مكائدهم

كل الذين رموا في دربك النوبا

وكلما أحرقوا النيران واشتعلت

في الصدر زادوا على نيرانهم حطبا

ماذا أقول لهم قبل الرحيل إذ

 شاء الإله وبات الحلم مكتئبا

ماذا أقول لهم عند المغيب إذا

حل الرحيل وكان الموت لي نسبا

أقول إني أرى دنيا تغادرني

ولا أرى حالها تقضي بما وجبا

أقول إن سوادا دامسا قلقا

فيه الوحوش وجاء الخلق مستلبا

يا من رقصتم على دمنا وعزتنا

خذوا النصيحة منا غادروا الصخبا

هذي عظام لنا في الأرض باقية

تفني جنازيركم أو تمحق السببا

سيحطم الليل أجداد لنا سلفوا

ويهزموا عزمكم والله ما كذبا

سبحان ربك في الإسراء رددها

وقال ما قاله، فارجع هناك نبا

سيمحق الله جيش الغاصبين هنا

ويفرح النصر مزهوا ومحتسبا

يا رب شكرا فقد واعدتنا زمنا

وكنت للناس عدلا ظل مرتقبا

الله أكبر، يا قدس السلام ويا

 أرض الكرامات جاء الوقت أو قربا

الله أكبر للأعداء موعدهم

قد طال وعدهم لكنه اقتربا

وللخيانات والأوغاد ذلهم

من أورثونا عناء العار والنسبا

أولاد قارون، أو أولاد مقحبة

ما زال سائسها القواد منتهبا

أولاد قارون أو أولاد مزبلة

ما زال خائنها في العار مستلبا

كل الوحوش أتت في حالنا قدرا

حتى العلوج فزادت حالنا صخبا

والمشهد الآن صار القرد مؤتمنا

وأصبح الضبع والأفعى أخا وأبا

يا بالغون مدى في ذبح أمتنا

يا قابضون خراب البيت ما السببا

ضاعت فلسطين حين اليأس نصبكم

وحاصرتنا رياح أمطرت غضبا

تحطمت كل أحلام لكم فبدت

هن الخراب دمارا حل أو ذهبا

واليوم تأتي إلى ساسون عزوته

عند القصور التي فيها الخليج حبا

ويشربون على نخب البلاد دما

ويرقصون على حصن هنا سلبا

وينظرون على أفخاذ نسوتهم

ممشوقة الحد حتى خلتها لعبا

هن النساء أتين النفط في طمع

للمال والدار لا حبا بمن رغبا

فزينوا العقل يا أعراب ما كسبت

تجارة ربحت ذلا بمن غلبا

وهن أقوى ذراعا من مذلتكم

وهن نار إذا ما استوقدت حطبا

يا عاركم يا علوج النفط قد هزمت

قواكم وتوارى صوتكم وخبا

يا عاركم يا فحول الجنس قد هزمت

غرائز صرن في شهواتكم خببا

سيمحق الله ذكراكم فما ذكرت

تلك الحكايات إلا خلتها كذبا

وينصر الله من فيكم هم صدقوا

وعاهدوا عهدهم والعهد ما وجبا

أتيت يا قدس محمولا على حزني

لا نار عندي ولا بارود لا كتبا

أتيت يا دار محمولا على لغتي

وجاءني الهم يسقيني كما شربا

لكننا رغم هذا الجور ما ركعت

إرادة ظل فيها الطود منتصبا

لم يبق عندي هنا من قد أراهنه

على الكلام فقولي جاوز السحبا

غير الوفاء لمن قد جئتهم سببا

أهلي وربعي وأحبابي علوا نسبا

قلبي وديعتهم، قد اوجعته دمى

قد جاء منكسرا، إذ بات ملتهبا

فكل شكري لهم في دولة صمدت

فوق الحسابات لا مرهونة حسبا

وكل شكري لشعب صامد بطل

يهوى البطولات والأمجاد والأدبا

وللأطباء في المشفى إذ اجتمعوا

وقرروا كل شيء بات محتسبا

وللطواقم من كانوا لنا سندا

يتجددون كأني خلتهم نخبا

هنا استشاري هنا مشفي ومفخرة

   هنا استشاري هنا صرح بدا عجبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى