قادمٌ .. بلا خُطا

ناهد بدران | لندن

يا طفلةَ الشّمس ..

ما عادَ نهدُ السّماءِ يرضعُ الثّرى

لبناً أبيض ..!

ألم تسمعي صلاتها في طيسلِ الألم ..؟

نشيجُ الرّوحِ الباحثةِ عن شهبٍ

تتشظّى على ذمةِ برقٍ

يقسمُ خطّ الطّولِ في منتصفِ البوح

فتنفرطُ المعاني ..

من يلملمُ الدّمعَ المنسكبَ على حُرقةِ النّار … ؟؟

عذراءٌ ..!! تجدلُ عفّةَ النّورِ على متنها

بكفٍّ مجروح ..

يجهضُ الحلمُ السّديمي ثوبَها الأخضر

و تنجبُ بعدَ كلِّ خيبة …!

صيحاتُ الذّعرِ ملأتْ زقاقَ الكون

أبكتْ غيوماً صمّاء ..

ظلٌّ لكارثةٍ تنشطرُ في الأفق

سحابة آثمة حملتْ نبوءةَ السّخط

و أمطرتهُ في حنايا البسيطة

لا الحروبُ تصمتُ ..ليزفرَ القلبُ

لواعجهُ الثّائرة

و لا الموتُ يخفتُ صوتَ الحزن

القادمِ … بلا خُطا

يثيرُ حولهُ غبارَ الرّيبة ..

أصابعنا تحترقُ بزيتِ الخواطر ..!

… كيفَ نكتبُ ملحمةَ جلجامش

و صخورُنا هشّةٌ في بيدرِ الرّيح

و جبالنا تمدّدتْ على ضفافِ اليأس

تخلع جبروتها قرباناً للهاوية

وباءٌ مجهولُ النّسب ، مركّبُ الجّينات

.. يدقُّ رأسَ الحياة

و يخنقُ ما أبقتْ عليه الحروبُ

أيّتها الأرضُ المعمّدة بالدّماء

لا شفاءَ من الموتِ

لا ضمادةَ للجّرحِ المستفحلِ في الأعماق

فترياقُ الإنسانيةِ لا يُصنعْ ..!

و براءةُ يوسفَ في جبٍّ عميق ..!

فحيحُ صمتهم ضجيجٌ مسموم

 لدغوا بوصلة الحياة ..!

فشلّتْ ترانيم النّبضِ في خبايا الرّوح .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى