قضية

نور الهدى شعبان | سوريا

أخاف أن أجوب القدس وأتعثر بأشلاء يافا وحيفا وطبريا…
سأمر على الجثامين العربية
وأنثر ورداً على شواهدهم ألقي التحية….
سأقبل فلسطين وجبين سورية
لو خيروني بين قامات أبراجهم والصحراء
لسلكت بقاع الحرية من دمشق إلى صنعاء
وخططت صحائف أحلامي من جدة للدار البيضاء
ورسمت نجما في سماء المغرب مسقطه بابل العراق
سأجدل من صحاري الخليج وليبيا
سنابل ذهب لطفلي الجائع في الصومال
وأروي عطش السودان بماء فرات من بغداد
سأفرش مداد صلاتي الأبجدية
أقبل مهد المسيح وأعانق مريم العذرية بإجلال وقدسية
وأمسح عن صدر يوسف عناء القضية
سأزور بيت الله وأشكو للحبيب مرارة رصاص البندقية…
أنا تلك الحجارة أنشودة الدرة
وانتفاضة الثورة الأبية
ارتميت في دروب دباباتهم العنصرية
ورأيت في عينيهم مشاهد وحشية…
كنت سلاحا بأكف الطفولة .. وقتلتني خيانة الخوية
فكفنوني بعهودهم الخائبة وارتدو في عزائي أقنعتهم الهزلية…
فكنت الجراح التي أدمت أفئدتي بخناجرهم
بعدما قدموني للصهيون ضحية
قطعوني ونثروا أشلائي في بقاع الأرضية
فكيف سألملم نفسي وعلى المعابر أفقدوني الهوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى