المطران عطا الله حنا: الربيع العربي لم يكن ربيعا ولا عربيا على الإطلاق

القدس | فلسطين

قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن ما سمي زورا وبهتانا في وقت من الاوقات بالربيع العربي اصبح واضحا انه لم يكن ربيعا ولم يكن عربيا على الاطلاق ، وبات هنالك سياسيون في الغرب يكشفون هذه الحقائق التي غابت عن الكثيرين عندما ابتدأت حملة ما يسمى بالربيع العربي .

ان اعداء الامة العربية هم الذين خططوا لما يسمى بالربيع العربي ، وارادوا من خلال ذلك تدمير الدول العربية وتفكيكها واضعافها وشرذمة ابناءها وسرقة تاريخها وثرواتها الطبيعية .

فما حدث في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي اليمن وفي غيرها من الاماكن لم يكن الهدف منه اطلاق الحريات وتحسين الظروف المعيشية ونشر الديمقراطية كما يدعون بل كان الهدف هو تمرير هذا المشروع الاستعماري الهادف الى تفكيك المفكك وتجزئة المجزء خدمة للمشاريع الاستعمارية في منطقتنا .

نتمنى من ابناء امتنا العربية ان يكونوا اكثر وعيا وادراكا والا ينجروا وراء الشعارات البراقة فكلنا مع الاصلاح ومع الديمقراطية ومع التغيير نحو الافضل وكلنا نقف الى جانب مطالب الشعوب العادلة ولكن ان تستغل هذه المطالب من اجل تدمير الوطن العربي وسرقة ثرواته الطبيعية فهذا امر لا يمكن ان يقبل به اي انسان على الاطلاق.

كم نحن بحاجة الى الوعي في هذه الاوقاف العصيبة التي نمر بها والتي كثرت فيها الشعارات البراقة وكأننا امام مقولة كلام حق يراد به باطل .

ما حل بهذا المشرق خلال السنوات المنصرمة انما هي انتكاسة اعادتنا مئات السنين الى الوراء فالعراق لم يعد العراق الذي نعرفه وفي سوريا فشلت المؤامرة ولكن الخسائر فادحة والحصار الاقتصادي مستمر ناهيك عن الاعتداءات والتفجيرات الاحتلالية التي تستهدف بعض المناطق هناك .

اما في ليبيا فالكثيرون يترحمون على حقبة القذافي ، وواقعنا العربي بشكل عام كنا نتمنى ان يكون في وضع افضل ولكن وبالرغم من كل المعاناة والمآسي فسنبقى متفائلين بأن ما حدث انما هي سحابة صيف سوف تزول ولا بد ان تعود لهذه الامة امجادها وقوتها وان تستعيد عافيتها ولكن هذا يحتاج الى ارادة والى اشخاص متحلين بالصفاء والصدق والاستقامة .

العالم العربي يعيش في وضع مأساوي فالفوضى منتشرة في اكثر من مكان والحروب والعنف والارهاب في اكثر من موقع والذي يدفع فاتورة ذلك انما هي شعوبنا العربية المستضعفة والمغلوب على امرها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى