قصة حزن الحياة

محمد ابو عيد / مصر 

من مرآة كزلال الماء لونا ورقة
انسلت ظلالي الزرقاء
عود طيب احترق عطره في حرم السماء
كنت نائما في اليقظة حينها
على جناح فراشة بيضاء الشروق
أربي شهد القصيدة اليتيمة
فالأرض ضيقة جدا لم تتسع أحضان الحمام
عصافير على أغصان القدر
بلا أجنحة بلا جدران
نجمة ناصعة كالفجر الوليد في لفافة ندى
أودعت سيرتها الأولى بقاع نهر حزين
صوت هبط من عليين بأجنحة خضر وبيض
ملأ اجراسه من زمزم العالمين
صهلل في النداء مسها بحمى الحبق
كان المساء الأخير محفوفا بقدسية نشيد سخي الغروب
وكانت هي فوق أغصان الجمر
تسن نصل الوردات بالأنين وصبر إبراهيم
لتذبح عطرها الغافي في حجر الليل
عند انتفاضة المطر في الحدقات
قدمت طيرها قربانا للسماء
رائحة الغفران لفتها بالثلوج والطيور البريئة
وأقامت عطرها بجوار نخلة باسقة
غصنها الجريح ترهبن بمعبد اليسار المهجور
صرخة انفلتت من رئة الوريد
مضاءة بالرماد والشوك والنايات
ممسوسة بالشعر والشموع الضريرة
نورسة في شفق العروق
إلتفت حول رماد شجرة ملوثة بهوس البهاء الجليل
عصرت من جذوع الليل نور النعناع
الشاعر عند الغاية القصوى يشعر
غرز اصابعه في نهر الهواء
سآخذ صوتي وغنائي القديم
وأخرج من رأسي بالعصوف وارتبكات البخور
أغتصب الأرض بالزرع والزيتون والسلام
لتشرق البساتين في دموع المرمر
أتشهق العصافير في الفضاء الرحيب
وتقذف زفير الحرائق بوجه الليل اللقيط ؟
متعب أنا ؟ أزرع نورا أحصد ظلما وظلاما!
سأحمل الظل في يميني والطل بيساري
وأدخل على صمتي المكسور مسرورا
أكتب قصة حزن الحياة ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى