أدب

ركن الروح

بقلم: مها كندور | سورية

ليلةٌ قمراءُ في شتاءٍ لا مكان للصقيع
سوى في القلوب
كأنها تكسرُ قواعد الطقس
الليلُ جوادٌ أسودٌ يصهل بالذكريات ، بالاوجاع
إلى أن يصل مشارف الفجر
القمر يمجد بريق كوكبه تفاخراً
نجمةٌ تنشدُ الود و القرب
كحبيبةٍ وفية
كلما دنت تلألأت في حضن القمر
فيكونُ مشهداً طاغياً
في نظر المنزوي
المنزوي في إحدى ركن الوحدة
الوحدة التي تملك اعذاراً ضعيفة
في عيون السهر
هنا
المخلوقات نيام ، حتى الملائكة
أرهقتها التسابيح و سجلاتِ أعمال العباد
هنا في سحرِ الهدوء
ارتشف من نسغ أشجار روحي العالية
وأشدو في صمت المكان
هنا فقط
هذا القمر المبهر في الظهور
النجوم التي تخيب كل من يدعي الذكاء
في حسابِ الأرقام
و ظلي المرسوم على الجدران
و روحي المتجددة من رمادِ احتراقي
كطائرِ الفينيق
أَوَلَم تَرَ حول فجوةِ الغيابِ وعتمتها
كيف إنني أحوم
لئلا تأخذ في الاتساع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى