مقال

عيشوا بسلام آمنين

د. أسماء السيد سامح 

عالم كبير هذا عزيزي نحن فيه مخيرين لا مسيرين…أصبحنا بين ليلة و ضحاها أسرى بين جدران الذات وقبر هو بالدنيا ساكنيه.
لم نعلم لنا طريق رشاد غير ما ألفناه مفترق الطرق يوقفنا ويوترنا والطرقات السهلة فيها كمائن لا تمحوها العفوية فينا…فقط نجثوا و نتقدم بخطا متثاقلة بثبات علنا نلقى خواطر تناجي فينا الضمير وتؤنس بطيبوبتها ما جفى عنه الفؤاد…نهنأ و نرتاح و نحن بين الجموع نسير نبتسم وندرك أن في داخلنا شيء يقول لا…نحس بذلك ونشعر به لكن لا نبالي لأننا نرسم إبتسامات ونحرك وجدان أناس هم بأمس الحاجة للرتابة…
للأسف نصطدم بالواقع و نضيع في سبيلنا نشرد و نتوه نحدث أنفسنا…نطرح مآت وآلاف الأسئلة نجد لها إجابات مؤكدة لكن نستهين بإجاباتنا
و نقول: ربما الخطأ فينا!!…
ربما العلة فينا و لا نشعر بذلك!!..
ربما لم نكن على القدر المطلوب من الفهم!!…
أو لربما من الأساس كان غير مرحب بنا!!…
فقط تملق و إعجاب و فترت الأفئدة وحان الرحيل لا نحتاجك…
مثل كرة القدم 90دقيقة و ربما تكون أشواط إظافية و ربما حتى ركلات جزاء و تنتهي اللعبة…أن لا مكان لك بيننا و غير مرحب بك!!…
وجع، ألم، سرمدية الأيام بإشراقها بغروبها، بإصباحها و بليلها…تغلغلت الوحشة في الأعماق و نزف الجرح مرا علقما و إختنقت النفس فلم يعد يوجد بين طياتنا سوى ظلام دامس يحاكي الوحدة و البعد عن حتى التفكير بالذات…
صعب على الواحد عيش هكذا مواقف…صعب جدا و الثمن فيه غالٍ يختفي كل شيء كان جميلا فيك لا يبقى غير فرشات رسام تضع لمسات على لوحة كئيبة محاولة منه تزيينها للرائين و كل هذا كان بسبب العفوية المفرطة…
حتى الحيوانات بالغابة لهم قانون، كلٌّ و وظيفته لن تجد الذئب يشن حملة تنديدا بإسقاط نظام الأسد ملك الغاب و لا القرد بات ببغاء يردد الكلام و لا الثعلب لبس لباس المهرج و بدأ ينط من شجرة لأخرى كل و مهامه و وضيفته أما قانون البشر كأنه مصنع لإعادة تفكيك البشر أو إعادة هيكلته أو إلغاء وجوده…
ذات يوم ربما أقول ربما!!؟؟..سنعيش في مجتمع الحقيقة كواقع لا خرافة رواية في صفحات بيضاء تدنس بحبر أسود و بأحرف مضطربة بل ستكون الصفحات متطايرة بلا هوية سماوية هكذا و لا حبر عليها بل هي تصدر أصوات من عمق الضمائر أن عيشوا بسلام آمنين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى