الهُبوطُ الأَخيرُ لِكينُونةُ المَوتِ عَلى أَغصَانهَا

أحمد الرمضاني | الموصل – العراق

سَاعَة تُولدُ كَما غَيهبٍ فِي الزَّمنِ.. سَاعَة تَموتُ كَما فَراغٍ عَن الزَّمنِ..

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن السُّكونِ..

الإِنسَانُ طِفلُ الشَّركِ.. صَنيعُ النَّارِ المَحمُومةِ جَسدَا لِلذِّكرَى.. حَامِل ظِلِّ الفَراغِ..

المَكتُوبُ بِالمَاءِ الأَبيضِ.. عَلى الصُّحفِ المُغوْسقَة.. رَائِيا المَوجَ والتَّجاعِيد..

سَاعَة الوُجودِ..

فَالقُ الفَجرِ المَسجُونِ بِجرّةِ الشَّمسِ.. وجَامعُ النَّسيْم المَنثُور مِن يَبابِ الرِّيحِ..

الغَائِر بِبطنِ المَوتِ.. سَبيلَا عَلى غَابةِ أَنفَاسٍ.. إِلهَا بِذرَاعَينِ مُتبَاعِدتَينِ..

آيَة يَتعرَى غَيبُها.. كَما هِلالٍ قُسِّمَ وَجههُ.. ويَتمَشَّى دَفتَرا..

بِالمعَنى المَعكُوسِ.. لِلنَّظرَة المُتأَرجِحةِ هَيكَلا عَلى العَينِ.. خُطوةً لِلوَهمِ..

 

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن الحَركةِ..

الذَّاتُ المَهمُومَة بِالقُدسِيِّ مِن الخَرابِ.. مُعلقةُ صُورهِ عَلى جِلدهَا.. سَاعَة العَدمِ.. والطِّينُ قَتيلٌ..

المَغمُورةُ بِالوَحشَة.. واللَّانِهائِي مِن هَجيرِ النُّجومِ المُشتَعلةِ عَلى الفَمِ..

كَحجَر يَستَيقظُ وكَمرْآةٍ تَنامُ.. دُموعٌ تَتجَلَّى الزَّمكَانَ..

أَيَّها العَمى.. والأَكفُّ تَجتَمعُ.. عَلى الفِكرةِ..

أَيَّها الفِردَوسُ.. والمَلائِكةُ تَنشُر الدَّمَ البَاردَ عَلى الهِضابِ.. تَسابِيحَا لِإلهٍ تَائِهٍ..

هُو الوَحشُ هُو الكَلمَةُ.. عَائِدينَ بِغصْن الرُّوحِ كَوكَبا يَطيرُ..

والصَّوتَ النَّابتَ فِي الأُفقِ جَسدَا وخُطوةً لِلحَقيْقةِ..

 

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن السُّكونِ..

النَّفْسُ المُهدَّمةُ.. تَمتدُّ عَلى العَالمِ.. كَشعِيرةٍ مُخضَّبةٍ بِالحُريةِ..

صَمتٌ مِن اسْمِ اللهِ..

رَافِعةً المَكانَ مِن الأَلمِ.. والزَّمنَ عَن الحُّبِ.. والجُرحَ بِالتَّكرَارِ.. كَبرْزخِ البَحرِ..

آهٍ.. أَيَّتهَا الرُّؤيةُ.. والرَّغبَة فَأسٌ يَأكُل شَجرةَ الصَّوتِ.. سَاعَة المَوجُودِ..

صَخبٌ يَتغَشَّى الزَّرقَة مِن الحَيوَاتِ عَلى السَّواحلِ..

والهُبوطُ الأَخيرُ لِكينُونةُ المَوتِ عَلى أَغصَانهَا..

آهٍ.. أَيهَا الغَيمُ المُصطَفُّ بِصدرِ الشَّفقِ كَجنُونٍ الأَنبِياءِ..

واللُّغةُ تَنشَقّ قَبرَا لِترَاقصَ الغِربَان.. تُرابَا يَدفنُ لَوحَ الأَرضِ..

وإِيمانَاتٌ قَائِمةٌ بِلا مَدى.. يَتشَبّهُ بِلهَبهَا.. تُشيِّع دِجلةَ..

كَحياةٍ غَامِضةٍ..

 

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن الحَركةِ..

المَرءُ نَاسجُ الظُّلمَاتِ عَلى ظَهرهِ بِمحْبكِ الغُروبِ والحَصَى..

ذُو الأَيدِي.. المُؤولَةِ مِن الغُموضِ..

أَيقُونَة.. والجُوعُ مُتصَوّرٌ عَلى العَينِ مِن حَولِها..

عَذابٌ مُتسَلسِل مِن الحَياةِ.. بِالأَوَلِي الضَّائعِ..

آهٍ.. أَيَّتهَا الأَمشَاجُ المَبعُوثةُ عَلى البَيتِ المَعمُورِ.. سَاعَة الخَيالِ..

دُخانٌ يَتخَطَّى النَّهارَاتِ.. وظِلالٌ تَرجعُ بِاليَقينِ..

بَعدَ أَن تَنزلُ المُوسِيقَى مِن الكِتابِ.. وإِلى البَلدِ المَيّتِ..

نُبوءَةٍ يُغشِّيهَا الفُراتُ..

أَعمَالَا مَرفُوعَةً بِلا عَمدٍ.. كَموتٍ وَاضحٍ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى