نملة بلا أجراس

محمد ابو عيد / مصر 

استيقظ والصمت بجواره
يخبره الغد انسدت مساريه
انحشرت أقدامه في ضبابية غامقة بلا رئة
ظمآن لا يسمع لا يرى
صوفي ذو حدائق وحنين وطير
بين طوفان وغفران
مات غريبا عن نهر النور
لم أعلم له حلما ؟
عند لقاء صوته ببياض الدموع
كنت داخل ظلي أسبح في السراب
وقلبي خارج جسدي يشتبك مع أصابعي
هل ينطق الصمت أو الليل ؟
فوق بكاء النهار الشمس بلا يد
بين فيض من شهيق وزفير
نايات مذبوحة بالغيوم شربت أخر أنفاس الظل
نجمة صديقة قبل الأفول صرخت
الليل في عنفوانه تخشاه قوافل الشموع
فلا تكن كالصوفي الذي ذهب في الظلام
يبحث عن عرش الشمس بزهرة وشمعة !
كيف أعيد الهدهد إلى رأسي
والنملة الكبيرة بلا أجراس
لأجمع دمي من نعاسي
وأخرج من فمي بالموج والنيران والأسل
أحتاج أولا التملص من خطيئتي الأولى
سأغرز شوكة في شقوق الهواء
وأصعد إلى وجهي القديم
أجلس في صوتي انتزع هابيل من حقل ملامحي
قابيل في مواجهة قابيل هكذا تكون الأرض كروية …..
لي في الخلود حديقة موسيقا ونهر شروق
أنثى من ماء الورد أدخل إليها من سنة النوم
قالت لي ذات دمع وغروب
عندما تشرق الرياح في سرير الأفق عارية
دع رمادك المنسي يضاجعها جهرا
ستنجب طفلين مختلفين ؟
دخان عاق
شرر جميل
أحبس العاق في قفص الماء
أترك الشرر يرضع بهار القهر من ثدي الظلم
حين ينمو شمسا سيزرع للنملة أجراس …

محمد أبوعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى