فجر العروض (2)

العروضي سليمان أبوستة/ فلسطين

 قال أبو العلاء المعري في رسالة الصاهل والشاحج ص 463 (ما بين الأقواس وعلامات الاستفهام والتعجب من عندي): “وقد ذكر سيبويه في الإدغام قول الشاعر:       

       * وما كل مؤت نصحه بلبيب *

      وذكر أن اللين لازم له.

 ودلّ كلامه على أنه لا يجوز أن يستعمل في هذا الوزن (أي مع قصيدة أبي الأسود الدؤلي تلك) قبل الروي ياء مفتوح ما قبلها ولا واو كذلك (وإلا اختلف الردفان).

 وقد ذكر حبيب بن أوس في الحماسة أبياتا على هذا الوزن وقبل رويها ياء مفتوح ما قبلها، وأولها:

لعمرك ما أخزى إذا ما سببتني * إذا لم تقل بطلا علي ومينا

ويروى: نسبتني. والأبيات معروفة (وهي أبيات لا يجوز فيها قبل الروي ياء مد ولا واوها لئلا يجتمع فيها ردفان مختلفان). وهذا خلاف ما أصّله سيبويه (بشاهده من الطويل المحذوف المعتمد والمذكور أعلاه)”.

كل هذا صحيح وقد تأكدت منه بالرجوع إلى باب الإدغام في الكتاب ص 441، ولم أجد فيه ما يثير أيما إشكال.

4 أ :  وقال التنوخي في كتاب القوافي ص 90: “وذكر سيبويه أن فتح ما قبل الواو والياء لا يجوز (متى قال ذلك وأين؟!)، وقد استعملت الشعراء ذلك. ومما ورد بالفتح أيضا قول الشاعر:

لعمرك ما أخزى إذا سببتني * إذا لم تقل بطلا علي ومينا

ولكنما يخزى امرؤ تكلم استه * قنا قومه إذا الرماح هوينا

وقد ذكر ما ذهب إليه سيبويه أبو بكر الخزاز العروضي” ا. ه.

(لا أعرف أنا ولا العم جوجول من هذا الرجل وماذا قال بالضبط، وهو على كل حال مغلوط الفهم)

4 ب: وقال الأستاذ عبد السلام هارون في كناشته: .. وجدت أبا يعلى التنوخي في كتاب القوافي يقول عند الكلام على الردف: “وذكر سيبويه أن فتح ما قبل الواو والياء لا يجوز “. (ألم نقل إنه مجرد توهم من قبله !) ثم يقول معترضا على سيبويه: وقد استعملت الشعراء ذلك (وذكر القصيدة النونية التي استشهد بها المعري)، ثم قال: وقد ذكر ما ذهب إليه سيبويه أبو بكر الخراز ! (وهنا يبدو واضحا سوء الفهم الذي انتقل إليه من خلال التنوخي لأنا وجدناه يقول: فسيبويه فيما نقل عنه هنا متشدد ، على حين نراه في المسألة الأولى على كثير من اليسر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى