الوِلادَة بَعد المَوْت.. مسرحية اجتماعية تراجيدية قصيرة

موزة المعمرية | سلطنة عُمان

 

الزمان: الوقت الحاضر الذي نعيشه حول ضجة مرض كورونا

المكان: شاليه بحري

الشخصيات:

– شاب بعمر العشرينات

– مجموعة شباب ثلاثة وفتاتين في العشرينات من أعمارهم

– شيخ كبير في السن يكتسيه البياض، يتكئ على عصا  

 

الفضاء المسرحي/ ينقسم المسرح لعدة أقسام:

قسم غرفة نوم الشاب بها سرير, مرآة ملتصقة بعدة أدراج, صور عدة ممثلات ومغنيات أجنبيات كجينفر لوبيز وبيونسيه وشاكيرا معلقة على جدران الغرفة, نافذة صغيرة مفتوحة.

قسم غرفة الصالة بها كنبة طويلة عريضة, طاولة صغيرة, تلفاز معلق على الجدار.

قسم غرفة خاوية بيضاء اللون, سجادة صلاة موضوع عليها قرآن كريم.

 

المشهد الأول:

صوت البحر يصدح في المكان, أمواج البحر تتلاطم ويُسمع صداها في أرجاء المسرح, غرفة نوم الشاب مُظلمة ما عدا ضوء مُسلط على الشاب حيث يكون نائم على سريره في اطمئنان تام وفجأة يستيقظ فزعاً, يلتفت حوله في هلع تام ثم يتمالك نفسه لسماعه لصوت الأذان, ينزل من على السرير ليقترب من النافذة حيث يسمع المؤذن يقول جملة “صلوا في بيوتكم” يتراجع بخطواته للوراء ليخرج من الغرفة, يمشي بخطواته يتلمس طريقه المظلم ليقترب من غرفة الجلوس حيث يرى شلة رفاقه المجتمعون هناك بين ضحك وقهقه وأكل, الغرفة مبعثرة بين بقايا البذر والمشروبات الغازية والمقرمشات, أحدهم مشغول بالموبايل بين يديه وآخرون مشغولون بالحديث والقهقهة وفجأة؛ يستمع الجميع للأخبار في التلفاز ويرون ما يحدث للصين وإيطاليا وبريطانيا وكل دول الخليج والعرب وكيف أُغلقت المساجد حتى الحرم المكي, يتركهم الشاب ليكمل طريقة المظلم وفجأة يرى ضوء مسلط عليه من قِبَل الرجل الكبير في السن حيث يحمل “الفنار” عاليا, يحاول الشاب تحاشي الضوء بيديه ثم يلتفت ليمعن النظر للرجل, يتحرك الرجل ليتبعه الشاب حيث يقترب الرجل من إحدى الغرف الفارغة المضاءة هناك فيقف بجوار سجادة صلاة ثم يُشير للشاب بأن يقترب, الشاب واقف في استغراب منه ينظر للرجل ثم يتحرك بخطواته ليصل للسجادة

الرجل: اجلس

يجلس الشاب على سجادة الصلاة ثم ينظر للرجل ببعض الخجل

الرجل: منذ زمن لم تجلس عليها أليس كذلك؟

يطأطئ الشاب رأسه

الرجل: افتح القرآن واقرأ حيث توقفتُ أنا

يغادر الرجل وهو يطرق بعصاه على الأرض فيفتح الشاب المصحف على سورة النساء الآية 77

“أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة, وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك, قل كل من عند الله فمالِ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا, ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك”

يبكي الشاب

الرجل يضع يده اليمنى على كتف الشاب ويقول: ما أصابك من حسنة فمن الله, وما أصابك من سيئة فمن نفسك, عُد إلى الله يا بني, نحن بحاجة لتصحيح جميع أخطاءنا, هذا هو وقت الصحوة, آن الأوان الآن, الله ما ابتلانا بهذا الداء إلى ليجعلنا نصحو بعد كل ذاك الموت وكل تلك الغفلة, علينا أن نبدأ من جديد يا بني, علينا من أن نولد من جديد بعد موتنا السابق

يُظلم المسرح

 

المشهد الثاني:

يقترب الشاب من رفاقه في غرفة الجلوس, الكل ينظر له

عاهد يقول وهو ممسك بالموبايل بيده وهو ينظره: محمد تعال وشاهد ماذا يحدث للإيطاليين

مهند جالس حول الطاولة وينظر للاب توب: لا, دعه فليأتِ ها هنا ليشاهد معي هذا الفيلم, رهييييييب

الفتاة: كم الساعة الآن؟

الأخرى: لا أعلم, لا أعلم أين أضعت ساعتي بالحقيقة

محمد: أجل بالتأكيد, أنتِ لا تعلمين أين أضعتِ ساعتكِ, ولا تعلمين فيمَ تُضيعين وقتكِ, وربما لا تعلمين مع من أضعتِ شرفكِ

تقف الفتة في غضب: لا تتواقح!

محمد بغضب: اصمتي! اصمتوا جميعاً

ينظره الجميع باستغراب تام

مهند: ما بك يا محمد؟ هل أثَّر النوم الطويل على عقلك؟!

محمد: بل أثرَّت الصحوة بي أخيرا, بعد سباتٍ طويل, طويلٍ جداً, ما بالكم! ألا ترون ما يحدث في العالم! ألا ترون ما يحدث ها هنا في بلدنا! متى تستفيقون أنتم من غفلتكم وسباتكم الذي لا ينتهي؟!

الفتاة: لقد جُنَّ تماماً!

محمد: أجل, من يعود رشده إليه يُقال عنه مجنون, لكن من يجعلكِ تنامين على صدره بالحرام ليس كذلك, من تمارسين معه حياتكِ كأنكِ زوجته بالحرام ليس كذلك وتظنين بعقلكِ الساذج بأنه سيتزوجك! لا لن يفعل, لن يفعل أيتها الحمقاء فعودي إلى رشدك, عودي إليه

يُشير بيده اليمنى لفوق

محمد بصوتٍ عالٍ: عودوا جميعا إليه, لم يفت الأوان بعد, أجل فات الكثير ولكن علينا بالصحوة, علينا أن نعود, علينا أن نصحوا

مهند: ماذا تعني هل نقضي وقتنا بهذا الحجر بالصلاة وقراءة القرآن وحسب!

محمد: لا, ولكن لا تفسد حياتك وتهدر وقتك, فروض الصلاة عليك من أن تؤديها جميعها وفي أوقاتها, وقراءة القرآن حدد لها وقت معين, ونتفليكس حدد لها وقت أيضا, وجهازك النقال حدد له وقت, والتلفاز كل شيء بالتحديد والتظبيط والتجديد يصلح ويستقيم, هناك وقت لربك, وهناك وقت لنفسك ولكن … بما يُرضي الله

يطأطئ الجميع رأسه في خجل

 يظلم المسرح

 

المشهد الثالث:

ضوء مُسلَّط على محمد مع رفاقه يصلون مع بعضهم البعض في خشوع تام.

نزول الستارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى