نصٌّ ولوحة: التِّيه

سماح الضاهر | شاعرة وفنانة تشكيلية سورية – ألمانيا

عندَ صهيلِ الليل

يغفو عنفوان الواقع

لُيسقطَ هشاشته على قدحِ الذكريات

نعم ربما أنك لم تُجِدِ امتطاءَ الحروف

بشكلٍ يجعلني أتأبطُ الدهشة

على قارعةِ الصراحة

ولكنكَ أيضا لم تُجِدِ الصمت

وأنا اللاجئةُ إلى حين غرة

انتظرُ قاربَ النجاة

الذي سَيدلني على وجهةِ اللاعودة

لاجئةٌ أنا بين عينيكَ و قلبك

أتعربشُ على واقعٍ لا يليقُ بذكرياتنا

شموخُ الصبر بدأ يمرغُ المرايا

بشوقٍ يريدُ أن يطفو عنوةً

في بحرِ غربتي

و أنا  قلبي بدأ يجفُ رويداً رويداً

كل شيءٍ حولهُ يلبسُ رداءَ التساؤل

كآبتي  تتلبسني بكلِ تفاصيلي

بارعةٌ هي باجترارِ الحزن

و تلحُ علي كل ثانيةٍ

باسترجاعِ خيبات البعد

و المواقف التي

لا تريد أن تبارحَ ذاكرتي

تعبرني المسافات ويباغتني الزمن

ليعودَ إليكَ

 إلى الأروقةِ المحفورةِ في ذاكرتي

إلى أشرعةِ التيه الممتلئةِ بك

هل تعرف حقاً …. ؟

كل شيء بدأ يتغير

حتى الحبرُ في قلمي ثارَ عليَّ

و على حماقاتي الملونةِ بك

و بدأ يَخطُ خارطةً من رحيل

فأحرق يا حبيبي ذكرياتِ حبنا

و انثر رمادهُ في نهرِ السراب

فنحن لا يليقُ بنا سوى الوداع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى