لماذا لم يرض الله سبحانه الحزن للنساء؟

د. عادل المراغي | أكاديمي وأديب مصري

لأنها كل العاطفة لأنها خلقت من ضلعك، لأنها كتلة من المشاعر اللطيفة وقوتها تكمن في ضعفها ،لأنها آخر وصية وصي بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يلحق بالرفيق الأعلى.

 لأن رسالة الإسلام استقبلتها امرأه (خديجة)التي ثبتت قلب النبي صلى الله عليه وسلم (كلا والله لن يخزيك الله أبدا..)وودعتها امرأة (عائشة)  قبض النبي صلى الله عليه وسلم علي صدرها.

 لأنها في الاسلام هي صاحبة الآيات والسور، فهي صاحبة سورة النساء ومريم والمجادلة والممتحنة والطلاق و هي الشاعرة والطبيبة والعالمة والمحدثة والقاضية وسيدة الأعمال وصاحبة الأموال.

ومربية الأجيال ومخرجة الأبطال، وأول معارضة سياسية في تاريخ الإسلام كانت امرأة  (خولة مع عمر  رضي الله عنه ،وعائشة الصديقة مع علي رضي الله عنهم) .

لأنها المجتمع كله، والرجل بدون امرأة كيمين بلا شمال أو كسماء بلا هلال.

ومنذ لاح فجر الإسلام ولدت المرأة من جديد بعد أن كانت تعيش علي هامش التاريخ، وهي آخر وصية وصى بها سيد الناس صلى الله عليه وسلم.( اتقوا الله في النساء)

رفقا بالقوارير…(ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)

(وما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم امرأة قط).

لأنها الأم والزوجة الحبيبة والبنت والأخت والخالة والعمة والجدة،وهي شقيقة الرجال، والحنان والحنين والأنين.

 

لأنها السكن الذي نسكن عنده،لأن الجنة تحت أقدامها.

والحنان والحنين والأنين

لم يرض الله سبحانه للنساء الحزن و قال حاكيا عن أم موسى

(كي تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ) (ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك…).. القصص، وقال عن نساء النبي-صلي الله عليه وسلم:

(  ذالك أدني أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ ويرضين ).. الأحزاب

 وقال عن مريم عليها السلام:( فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ).. مريم

وضحت الأيات أن حزن المرأة عميق مزلزل عاصف قاصف كاسر لقلبها ومؤذي لمشاعرها

فرفقآ بالقوارير تشبيه بليغ منه صلى الله عليه وسلم

فهي إذا حزنت إنكسر قلبها،

وكل كسر لعل الدهر يجبره.. لكن كسر قلوب النساء لا يجبر ،ومشاعرهن ليست عظاما تجبر ولكنها أحاسيس تقهر وتكسر.

فرفقآ بها

لا تكسر قلبها بكلمة

لا تعتصر قلبها بإستهزاء

لا تجرح قلبها بإهمال

تقرب إلى الله بالإحسان إليها.

فهي بحاجة لدعم وإسناد واحتواء من أبيها زوجها أخوتها.

أليست هذه الأيات التى تدعو إلى الرحمة بالنساء ومراعاة مشاعرهن أكبر دليل على ظلم وافتراء كل الذين يظلمون النساء.

وقبل وفاتِه صلى الله عليه وسلم أوصى بالرِّفق بالنساءِ، فقال: «أيها الناس، اتَّقوا اللهَ في النساء، اتَّقوا اللهَ في النساء، أوصيكم بالنساءِ خيرًا».

فهذه وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء، فيها حضٌّ على الإحسانِ لهُنَّ، والرفق بهنَّ، لما في النساء مِنَ الضعفِ، ولما خلق اللهُ فيهنَّ من صفةِ العطف والحنان، والرِّقَّة والخفَّة.. яндекс

هذه وصيةُ الله ورسوله بالنساء،

ألا فاستوصوا بالنساء خيرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى