الفرح المالح

 

عبد الرؤوف بو فتح /تونس 

.. لماذا لا  أفرح..   

بما تبقّى من نخّالة الايام

 في غربال القلب 

على الأقل..؟

– لماذا  لا أفرح

بِمَنْ تبقّى في كنّش ذاكرتي

من الأصدقاء ،

من اللصوص ، 

من بائعي الفطر المسموم ،

وبائعات الريح للمراكب

من عاريات الاكتاف 

لمناقير النوارس ،

الى اخر الاشجار التي..

لم تعد تصلح للحقل..؟

– لماذا لا أفرح..

والحبْل على الغارب

والريق شائح

والحلق زجاج مكسور..

وجارح

و الحلم اعمق من بئر يوسف

وانا اعرف ..

ان السلف الصالح

 حدثنا قرونا..

عن ليلة القدر..

ولا فقيرا  واحدا..

 طيبا صالحا .. صاح فينا..

وهو في قاع البئر

انها.. مدّت له  الدّلْو والحَبلْ..!

 – لماذا لا افرح..

وانا اعرف انّ اصابعي مثلا

لن تقصر.. او  تصبح أطْول

ولساني ظل على ريقه الريفي المالح

يصول ويجول

واني..

 ما زلت امشي في الاسواق

اضحك للناس ولا اراهم

واشتم البعض منهم في غفلة..

من الشيطان.

– اقول :

 الهي  : لِمَ خلقت كل هذا ..؟

– لِمَ .. كل هذه الكثرة..

وقلّة البركة..؟

– لِمَ.. خلقت الحَجَل.. والحمام 

وطيور الجنة..

ثم خلقت الكواسر.. والغربان

– لِمَ خلقت من كل زوجين كارثتين ..

الماء والنار ،

الوردة.. والصبّار..

-آهٍ.. كان لا بد ان افرح من زماان

كان لا بدّ..

أن أرمي كل ما في عيني 

من عَفَن ، وأدْرَان

من املاح الدمع

 وزَبَد الاحزان

أن ْلا اشكو غير بلاهتي

ان لا اتهم سواي

ان لا اصدق غير محراث ابي. 

اغني..

للاشجار العارية

للشمس والتراب

مثل الدرويش..أظلْ..

محتفلا فقط..

بقوافل النّملْ…!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى