ألقت عليّ غرامها

أيوب حشاش | اليمن

شجنُ يفيض من الصباحِ

لظهور سيدة الملاحِ

غابت فخلفت الأسى

الموارّ ينبوع ارتشاحِ

غابت ليغرس في دمي

رمح ُ تنزل من سلاحي

فتشت عنها لم أجد

اثراً لها بين النواحي

فتشت عنها لم أرَ

إلا الى العدم انزياحي

***

حزني قدوم جحافل

عمياء تنذر باكتساحي

حزني له عبق الشذا

وقداسة الكتب الصحاحِ

***

ناديت غيم قصائدي

خمري المشعشع في القداح

ناشدت آثار الخطى

في رمل أزمنة الرواحِ

ناشدت أشواق الرياح

المستهامة لـ اللقُاحِ

ناشدت نرد الحظ

إيماءً من الحظِ المتاحِ

فَخُذلت.. عانق صمتهم

صوتي بأرجاء البطاحِ

ماذا ربحت سوى الصدى

الميؤوس يدفع للنواحِ

فصرخت ياليل السرى

أقبل ليعتم كأس راحِ

***

هل لي إليها حيلة

عصماء تنذر بالفلاحِ

جسدي تبدى واهناً

متدثراً ألم الجراحِ

قلبي طريح فراشها

حتى أعالج بالسماحِ

أحضرت روحي موعداً

فرداً لصاحبة الوشاحِ

***

هجسي حدائق نرجسٍ

والبوح باقات اللفُاحِ

والأبجدية رتبت

وعد الغرام الافتتاحي

والشمس تشرق نحونا

والنجم يومض بالنجاحِ

والنهر رتلّ طميهُ

سبحت فاردة الجناحِ

فوق الفرات رأيتها

أخذت بتوجيهِ الرياحِ

ألقت عليّ غرامها

وأنا لجذر العشق داحي

فمكثت أرمق سحرها

وشغفت بالقمر اللياحِ

بقصيدة نثرية

عبقت ببستان الأقاحِ

بمليكة سبئية

حُرست بالآف الرماح

فتحت نوافذ أحرفي

لحدائق الهمسِ المباحِ

ملئت جرار معابدي

من زمزم الماء القراحِ

ذكرى استرحت بظلها

فأضاع وارفها مزاحي

***

بعثت قبيل غيابها

نسقاً لخارطة اجتراحي

قالت سأدفن جثة

الأشواق في حرفٍ يفاحِ

ولسوف أرسم شاهداٌ

لهواك في الربع البراحِ

مشتاقة  أهملتها

للدمع والجُملِ الشحاحِ

لا تعتذر لست التي

ترضى ببعض الامتداحِ

فالهجر دون مبررٍ

يرقى إلى الكفر البواحِ

عد نحو من أهديتها

بوحاً برائحة الشياحِ

لوكنت تعلم ما الذي..

لرفعت صوتك بالنياحِ

فلقد أضعت مشيئة

وصلتك بامرأة رداحِ

ولقد خسرت قصيدة

عزت على العرب القُحاحِ

***

(على هامش النص).

(قد كنت ذئباٌ عاوياٌ

فرجعت كلباٌ للنباحِ

وغداٌ نراك لربما

تهفو لقحقحة الرباحِ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى