غريبٌ كشِعْريَ

هشام باشا |اليمن

كلامٌ كثيرٌ يريدُ الكلامَ
ولكنّهُ عاجزٌ أنْ يَقولا

وقافيةٌ تَمْتَطيني إليَّ…
إليَّ، ولا تَستطيعُ الوُصولا

أنا الآنَ هذا الذي… كيفَ أحْكيهِ!
إنّي أُكَلِّفُني المُسْتحيلا

أنا الآنَ هذا الذي أتَهَجّاهُ
سَطْرًا، فيَمْتَدُّ سَبْعينَ مِيلا

فراغٌ مِن الابْتِساماتِ، طَرْفٌ
حَسِيرٌ يَجُرُّ البُكاءَ الثَّقيلا

وصَمْتٌ عَريضٌ طَويلٌ، يُقابِلُ
جُرْحي العَريضَ، وحُزْني الطَّويلا

حَطامٌ، بَقايا أغانٍ حُطامٌ،
تُبَعْثِرُها الرّيحُ عَرْضًا وطُولا

غريبٌ كشِعْريَ لَم يَلْقَ إلّا
الطَريقَ إلى دَمْعِهِ والرّحيلا

مَسَاءٌ بهَيْئةِ ذِئبٍ، ومَأْوَى
كماشِيةٍ تَسْتَجِرُّ الفُصولا

صباحٌ بلا هَيئةٍ، مِن ثَناياهُ
يَشْتاقُ قَبْلَ الشُّروقِ الأُفولا

أنا الآنَ هذي البِلادُ، الغَنِيّةُ
تَحْصُدُ مِن كُلِّ شِبْرٍ قَتيلا

وتَلْبسُ في كُلِّ رُكُنٍ دَمائي
وتَشْرَبُ فوقَ الدَّمِ الزَّنجبيلا

وتَغْزُلُ مِـن كُلَّ نَصٍّ كَريمٍ
وكُلّ حَديثٍ شريفٍ فَتيلا

أنا أُمَّةٌ لستُ أدري لماذا
يُقاتلُ فيها الرَّسُولُ الرَّسُولا

عذابي وَبيلٌ، فَهلْ ستُضيفُ
إليهِ “كُورونا” عذابًا وَبيلا

أنا الآنَ مُنْكِسرٌ، صَدِّقُوني
وإنْ لَم أزَلْ واقِفًا مُسْتَطِيلا

أنا واقِفٌ وَقْفةَ الانْكِسارِ الذي
لَم يَجِدْ جِهَةً كيْ يَميلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى