الأزمات النفسية: أنماطها وأسبابها

د. محمد السعيد أبو حلاوة | أستاذ الصحة النفسية المساعد، كلية التربية، جامعة دمنهور

أولاً- مقدمة:

لا تشير الأزمة النفسية بالضرورة إلى حدث مأساوي صادمي أو خبرة حياتية بغيضة يتعرض لها الإنسان، بل ترتبط الأزمة النفسية من حيث تأثيراتها بأساليب أو استجابات الشخص للأحداث الصادمة أو الخبرات الحياتية المباغتة أو الفاجعة. ولا يعني تعبير الأزمة النفسية بالضرورة تعرض الإنسان لموقف أو حادث صادم traumatic situation or event. بل يستخدم هذا التعبير في مجال الصحة النفسية للإشارة إلى ردود أفعال الإنسان لهذا الموقف أو ذلك الحادث. فقد يتأثر شخص ما بصورة عميقة جدًا بالحدث أو الموقف الصادم لدرجة الغرق التام في مشاعر التألم النفسي وما يقترن به من فقدان الاتزان النفسي، مع الارتباك والتيه دون رؤية أي فرص للتغلب عليه أو على الأقل الإدارة الإيجابية لتداعياته، بينما لا يتأثر شخص آخر بهذا المستوى بل يشحذ قوته وطاقاته لمواجهة هذا الموقف وتطويق تأثيراته وإدارته بطرق المواجهة الإيجابية واستراتيجيات التوافق الفعال.

وقدم الصينون وصفًا نفسيًا متقنًا لمكونات كلمة الأزمة weiiii، إذ يرون أن كلمة “أزمة” Crisis” تتكون من مقطعين يدلان على ما يعرف بمركب {الخطر}، {الفرصة} danger and opportunity Complex، فالأزمة تتضمن عائق، صدمة، أو تهديد، لكنها توفر في نفس الوقت فرصة لمسارين إما: التجاوز والارتقاء growth ، أو الانهيار والضياع decline.

ثانيًا- تعريف الأزمة النفسية:

تعددت التعريفات التي طرحت لمصطلح الأزمة، منها تعريف (Caplan, 1961) ومفاده أن الأزمة “وضع أو حالة وجودية يخبرها الناس عندما يواجهون عقبات تحول دون تحقيق أهدافهم المهمة في الحياة، ويقصد بالعائق عقبة لا يمكن حلها أو التغلب عليها بالطرق الاعتيادية لحل المشكلة”.

من جانب آخر بين (Lillibridge & Klukken, 1978) أن الأزمة ” حالة من الاختلال في الاتزان النفسي نتيجة فشل الشخص في التغلب على عقبات ومتاعب الحياة وتحدياتها بالطرق التقليدية لحل المشكلة، بما ينتج عنه من توتر وانزعاج، وشعور بالعجز وقلة الحيلة والحزن والارتباط والفزع”. 

اضطراب فيا لتوازن عند فشل النهج التقليدي لحل المشكلة والذي ينتج عنه عدم التنظيم واليأس والحزن والارتباك والذعر”.

وفي نفس السياق عرف (James & Gilliland, 2001) الأزمة النفسية بأنها “إدراك الشخص أن حدث ما أو موقف معين يصعب تحمله، بما يعني أن متطلبات مواجهته والتعامل معه تفوق مصادر العتاد النفسي وآليات المواجهة المتاحة له”.

 

ثالثًا- أنماط الأزمات النفسية:

يميل عامة الناس إلى الاعتقاد بأن الأزمة كارثة أو مأساة أو نكبة فجائية غير متوقعة، كالتعرض لحادث سير، النكبات والكارثة الطبيعية، أو أي حدث كارثي آخر. ومع ذلك فإن الأزمات تختلف من حيث نمطها ومن حيث شدتها، ويمكن التمييز بين ثلاثة أنماط من الأزمات النفسية تتمثل فيما يلي:

  • الأزمات النمائية Developmental crises:

وهي أزمات ترتبط بالنمو النفسي للشخص ومراحل ذلك النمو، وتحدث كجزء من عملية التطور والارتقاء خلال فترات الحياة. وقد تكون الأزمة في بعض الأحيان أمرًا متوقعًا كجزء من دوارة الحياة مثل الأزمات النمائية التي أشار إليها إريك إريكسون في نطرية النمو النفسي الاجتماعي.

 

  • الأزمات الموقفية Situational crises:

وهي عبارة عن أزمات مفاجئة غير متوقعة مثل الحوادث والكوارث الطبيعية، مثل التعرض لحادث سيارة، أو التعرض لفيضانات أو زلازل، أو التعرض لجريمة ما.

 

  • الأزمات الوجودية Existential crises:

وترتبط بالصراعات النفسية الداخلية ذات العلاقة المباشرة ببعض المسائل أو القضايا الوجودية العامة في الحياة مثل: الغرض من الحياة، والوجهة في الحياة، والجوانب الروحية، وتعد أزمة منتصف العمر من بين الأزمات الوجودية الكبرى في حياة الإنسان وتكمن جذورها فيما يعرف بالمخاوف الوجودية existential concerns والقلق الوجودي.

قد تتميز بعض الأزمات بالوضوح مثل فقدان الشخص لوظيفته، أو مروره بخبرة الطلاق، أو تعرضه لحادث معين، بينما قد تكون الأزمة النفسية في حالات أخرى أقل وضوحًا ومع ذلك تحدث تغييرات دراماتيكية في السلوك والمزاج.

يقصد بتعبير “الأزمة الوجودية” حالة نفسية دالة لإخفاق الشخص في الإجابة عن الأسئلة المصيرية في الحياة، الأمر الذي يرتبط بيقينه بأن ليس لحياته: معنى، غرض، أو قيمة. وقد تكون هذه الحالة عامة تلون حياة الشخص دون أن ترتبط بالضرورة بالاكتئاب، وقد لا تقترن بالضرورة بتأملات سلبية في الغرض من الحياة، إلا أنها تجعل حياة الشخص لا طعم ولا لون لها وربما تدفعه للتماوج فيما يعرف باللامبالاة وفقدان الاهتمام ومظاهر الكرب الوجودي والتوجه للعزلة الحياتية وافتقاد الوجود لدلالاته ومغزاه. وغالبًا ما يٌعْبر عن الأزمة الوجودية بجمل لغوية تعكس الحالة النفسية العامة للشخص منها ما يلي:

  • كانت أول نوبة أزمة وجودية تنتابني عندما كنت في التاسعة من عمري، عندما عرفت أن ليس للحياة معنى، لكني أجلت البحث في هذه المسألة.
  • أدركت الآن أنّ تيار الحياة جرفني إلى وجهة لم أكن أبتغيها أو آمل فيها، ومع إدراكي هذا كانت حسرتي التي تطوقني من كل جانب، إنها حياة مملة لا رجاء فيها ولا مغزى إيجابي يرتجى منها.
  • أيقنت مؤخرًا أن كل ما آمنت به ودافعت عنه وعشت من أجل لم يكن يستحق كل هذا العناء والتعب والنصب، إنها حياة كتب علينا فيها أن نعيش بلا إرادة ولا وجهة ولا معنى مطلق يدفعنا للتمسك بها.

 

ولم يظهر تعبير “الأزمة الوجودية” إلا في الثلاثينات من القرن العشرين، اقترانًا بالحقبة النازية وموجات الإبادة الجماعية والتعذيب الوحشي المصاحب للحربين العالمية الأولى والثانية هنا فقدت الإنسان يقينه بمعنى الحياة وبكل القيم النبيلة والمبادئ الأخلاقية التي ناضلت البشرية في إرساءها عبر تاريخها الطويل، ثم بدأ علماء النفس وعلماء الاجتماع في استخدام مصطلح “الأزمة الوجودية” على نطاق واسع للإشارة إلى الصراعات النفسية الداخلية التي تغلي داخل الشخص نتيجة شكه في معنى الوجود والغاية منها وضياع دلالة ومعزى الحياة من منظور نفسي وروحي.

وعادة ما يترتب على مثل هذه الأزمات الوجودية تخليق ظروفًا مثلى مهيئة لإمكانية المعاناة من الكرب النفسي، والتعاسة، والقلق، والاكتئاب. الأمر الذي جعل من موضوع الأزمة الوجودية موضوعًا جديرًا بالدراسة وصفًا وتفسيرًا وعلاجًا من قبل خبراء الصحة النفسية والمهنيين النفسيين العاملين في مجال الإرشاد والعلاج النفسي.

وتعد الأزمات النفسية ذات علاقة مباشرة بالصراعات المجردة داخل الذات، وتم وصفها بصورة معمقة في الفلسفة الوجودية وهي مذهب فلسفي يهتم بطبيعة الوجود البشري، وتؤكد على وضعية الشخص ككائن حر فاعل في الوجود. 

وينظر إلى سورين كيركجارد Søren Kierkegaard بوصفه المؤسس الحقيقي للفلسفة الوجودية، والذي تصور أن العالم بذاته لا معنى له ولا مغزى كامن في بنيته بالضرورة، بل إن الإنسان هو صانع المعنى ومكتشفه وأن أصالة الذات تتمثل في أن يحيا الإنسان في العالم وفق إدراكاته الذاتية لمعنى الحياة ومغزاها بالنسبة له. وفيما يلي بعض الطرق لتحديد من هم ف يقبضةهذه الأزمة:

 

  • قضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي:

خلافًا للعمل والتواصل المستمر مع الأصدقاء، فإن منصات التواصل الاجتماعي ليست الطريقة المثالية لقضاء وحدة الزمن، وقد تمثل في بعض الأوقات ملاذًا أو مهربًا من متاعب الحياة ومنغصاتها وربما شدائدها، إلا أنها تأخذ الإنسان في عالم وهي افتراضي عبثي في الغالب يعميه عن واقعه ووجوده ومتاعبه ولا يحلها، هنا ربما يمثل ذلك الهروب ميكانيزم مختل وغير سوي للبحث عن المعنى بأي طريقة ومنها المقارنات الاجتماعية مع أشخاص وهميين افتراضيين لا وجود لهم على الحقيقة بل يتحفون وراء أقنعة لا تبدي منهم واقع وجودهم الفعلي.

 

  • اختلال الوجهة والسلوك الاجتماعي:

والمعاناة مما يعرف بالارتباك والحيرة الاجتماعية التي يمثل الابتعاد عن الآخرين مهربًا منها، وعلى الرغم من أن ما يعانون من الأزمات الوجودية يرغبون في البقاء بصحبة أصدقائهم ومحبيهم، إلا أنهم يودون في نفس الوقت البقاء بمفردهم مما يمثل تناقضًا وصراعًا داخليًا.

 

  • التشكيك في كل شيء:

ويمثل هذا الأمر علامة وعرضًا واضحًا في مثل هذه الحالة، وتمثل افتقاد الشغف بكل شيء والتشكيك في قيمته ومعناه ودلالاته حتى الأصدقاء المقربين والأشخاص المهمين، مع التوجه نحو الإبحار في أعماق الذات وممارسة ما يعرف بالاجترار السلبي لكل الأفكار والأحداث والآراء وتحليلها والتشكيك فيها، إنها معاناة وجودية حقيقة أن لا يكف الإنسان عن الاستفسار عن كل شيء، عن طرح أسئلة مستمرة وكثيرة عن الوجود دون الاقتناع بإجابة ما عنها، ربما هو هوس بتعذيب الذات وولعًا بحواز قهري obsession لمسائلة كل الوجود والتشكيك فيه.

 

  • فقدان الهوية والتشكيك في الذات:

إذا بدت ملامح خواء المعنى على شخص ما، تراه يميل إلى تجب التوقف عند تعريف ذاته أو تحديد ما يريد، إنه ذلك التحول إلى التعامل مع ذاته وفقًا لمفهوم تشيء الذات حيث لا مشاعر ولا ابتهاج ولا عرفان بجوانب روحية في الذات، إنه فقدان لماهية الذات الحقيقية.

 

  • الإسراف في شرب القهوة والمنبهات:

يميل ما يعانون من أزمة وجودية إلى تناول كميات كبيرة ومبالغ فيها جدًا من القهوة أثناء اليوم. ويبررون ذلك بأن القهوة = الإنتاجية، إنها بمثابة معرفة كونية. كما أن من يعانون من صراعات وجودية في حالة من النهم والحاجة الزائدة للاستمرار في الشعور بالدافعية ويرون أن شرب القهوة وغيرها من المشروبات تزودهم بمثل هذه الدافعية. 

 

  • انخفاض دال في معامل الدافعية:

كما يعبر عنه بنقص الهمة وفقدان الحيوية الذاتية، بل قد يفتقدون تمامًا إلى الدافعية ويعجزون عن الإثمار أو الإنتاج، الأمر الذي ربما يدخلهم في دوامة الاكتئاب، فضلاً عن الشعور بالإعياء النفسي الذي غالبًا ما يتحول إلى إعياء بدني، الأمر الذي يشي حال استمراره إلى ما يعرف بفقدان الأمل في المعنى والغرض.

 

  • الإقامة الفكرية في الموت:

يفكر من يعانون من أزمة وجودية كثيرًا في الموت، ويتحدثون عنه بصورة مستمرة، ويتخيلونه في أعمالهم الفنية، وقد يتصورن أنهم على حافة الموت وأن الموت وشيك منهم ومحدق بهم من جانب.

 

  • الميل إلى البكاء:

يميل من ينجرفون في تيار الظلام الوجودي إلى البكاء بسهولة، فضلاً عن سهولة جرح مشاعرهم بأقل الكلمات أو الإشارات نظرًا لما يتمتعون به من حساسية انفعالية مبالغ فيها، الأمر الذي يجعلهم أقرب إلى الوجدان الحزين بما يرتبط به ترحيب التعاسة وربما البحث عنها والتقاط كل موجبات تخليقها.

 

  • توهم المرض:

من المؤشرات المرتبطة بالأزمة الوجودية أن يتحول الشخص إلى الإصابة بوسواس المرض  hypochondriac وتوهمه على الدوام الأمر الذي يجعله شديد الحساسية لأي تغير بدني يطرأ عليه ويفسره على أنه علامة لمرض وبالتالي تتكرر زياراته للأطباء والانشغال الدائم بالفحوصات الطبية. وأشارت الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن الملامح العامة للأزمة النفسية والتي يمكن رصدها في ضوئها تتمثل في:

  • تغير نوعي وحاد في عادات النوم.
  • تغيرات مفاجئة وعنيفة في الحالة المزاجية “التقلبات المزاجية الحادة”.
  • الانسحاب من الأنشطة العادية.
  • تناقص دال في الأداء في المدرسة أو العمل.
  • إهمال الصحة والنظافة الشخصية.
  • تغيرات غير مبررة في الوزن.

 

رابعًا- مراحل الأزمة النفسية:

  • مرحلة الصدمة Shock phase:

وتحدث هذه المرحلة بعد الحدث الصادم الذي أثار الأزمة. وخلال هذه المرحلة، يعجز الشخص عن فهم الحدث الذي سبب الأزمة، وربما يدخل في نوبة من إنكار وجوده، وقد يصاب بعض الأشخاص أثناء مرحلة الصدمة بما يعرف بالشلل والتيه والارتباك التام، وقد يتصرف أشخاص آخرون بطريقة آلية أوتوماتيكية وبطريقة باردة وفاترة جدًا. وقد يصبح بعض الناس أثناء مرحلة الصدمة على درجة عالية من التهيج والاستثارة العامة فقد يصرخون ويدخلون في نوبات من الغضب والصراخ والبكاء الشديد، مع التأرجح بين نوبات الشلل السلوكي وعدم الارتياح، وقد تتمثل ردود الأفعال المصاحبة لمرحلة الصدمة بنقص حاد في المشاعر والانغلاق التام على الذات والاستياء التام منها، وتتضمن أبرز المظاهر المقترنة بمرحلة الصدمة في:

  • أ‌- الإنكار.
  • ب‌- الانغلاق الانفعالي.
  • ت‌- الشعور بالتوهان والارتباك التام والتخارج عن الذات وافتقاد العلاقة بها.
  • ث‌- الصياح، الصراخ، والرعب.

 

ويمكن أن تكون ردود أفعال الشخص في مرحلة الصدمة مخيفة ومرعبة وغريبة جدًا، ومع ذلك فإن لردود الأفعال هذه دورًا في وقاية الشخص ذلك لأن الصدمات الشديدة بالفعل يتعذر فهمها خلال الفترة القصيرة التالية لها، وعليه تسمح هذه المرحلة للشخص بوقت كاف للتفكير في تأمين الذات مع البحث عن آخرين يمكنهم السيطرة على الموقف.

 

  • مرحلة رد الفعل Re­ac­tion phase:

 تأتي مرحلة رد الفعل بعد مرحلة الصدمة، وأثناء مرحلة الصدمة يبدأ الشخص في المواجهة البطيئة للحدث المأساوي ومحاولة فهم ما الذي يحدث؟ وما معناه؟ وفي بداية مرحلة رد الفعل، يشعر الشخص بمجموعة غريبة وغير متوقعة من الإحساسات مثل: ربما يشعرون بالخسارة والفقد وأن التهديد مازال قائمًا، مع وجود توجه عام نحو الإنكار حتى أن هذه الإحساسات تعتبر جزءًا من الإنكار.                           

ويجب الانتباه التام إلى ردود أفعال الشخص أثناء هذه المرحلة وتقدم كافة أشكال المساندة لتمكينه من مواجهتها والتوافق معها. وعند هذه النقطة من الأزمة يكون الشخص على بداية أعتاب معالجة ما يحدث وتفهم دلالاته وإحداث نوع من التوازن لوقاية الذات من المشاعر غير المرغوبة أو المعالجة غير الصحيحة. فخلال مرحلة رد الفعل يسبب الحادث المؤدي إلى الأزمة تجدد في ذكريات الشخص وتبقيه في حالة من التيقظ وعدم القدرة على النوم. فقد يعيد الشخص تذكر تفاصيل الحدث الصادم في ذاكرته وتنشط معه مشاعر الفزع والحزن والاستياء والمعاناة من الكوابيس الليلية إلى أن تصبح مع تكرارها أحلام سلبية متكررة. وتتشابه مشاعر الناس في مرحلة رد الفعل وقد يعبر عنها بنفس الطريقة كأن يقول الشخص “أنا على وشك الجنون” “لا أستطيع تحمل كل ما يجري لي”، “أشعر أني لا حول لي ولا قوة” “لن يأتي يوم تقل فيه ألامي ومعاناتي”.

وتتضمن مظاهر مرحلة رد الفعل فيما يلي:

  • أ‌- الخوف والقلق.
  • ب‌- اتهام الذات والحاجة إلى كبش فداء يسقط عليه اللوم.
  • ت‌- الأرق العام وافقد الشهية.
  • ث‌- الارتعاش واضطرابات حركية عامة.
  • ج‌- الغثيان والاشمئزاز وغير ذلك من الأعراض البدنية.

 

وخلال مرحلة رد الفعل للأزمة، غالبًا ما يشعر الشخص بحاجته إلى أن يسمعه الآخرون، والحاجة إلى أن يجد من يتكلم معه ويناقش معه الموقف أو الحدث، فقد يشعر بثقل الجسم والرغبة في التعبير عن مشاعره بالتحدث مع الآخرين الأمر الذي يزيد من بصيرته بملامح أزمته النفسية. 

  • مرحلة المعالجة Processing phase:

في مرحلة المعالجة، يبدأ الشخص في فهم ما حدث، ولا يتوجه نحو إنكار هذا الحدث، بل يعمل على وصفه وتفسيره وتحليله بهدف فهمه ومعرفة كل التغيرات المرتبطة به، والاعتراف بالخسارة التي ترتبت عليه، وهنا يكون الشخص مستعد لمواجهة الجوانب المختلفة للحدث الصادم، واتخاذ موقف شخصي جديد تجاهه.

وتتضمن مرحلة المعالجة ما يلي:

  • أ‌- مشكلات في الذاكرة والتركيز.
  • ب‌- التهيج العام والتوتر والضيق الانفعالي.
  • ت‌- الانسحاب من العلاقات الاجتماعية.

ويبدأ الشخص في هذه المرحلة في إدراك التغيرات التي نتجت بسبب الأزمة والحدث الصادم وتحليل قناعاته واعتقاداته وهويته الشخصية والتفكير فيما بعد الحدث لتأمين الذات في المستقبل من التعرض لأزمات أخرى.

 

  • مرحلة إعادة التوجيه Reorientation phase:

وأثناء إعادة التوجيه، يصبح ما حدث جزء من الحياة اليومية بل جزء من هوية الشخص، وبموجب ذلك يتمكن الشخص من العيش والتعايش مع ما حدث، ويبحر في حياته بشكل عادي مع معاودة الألم له مع تذكر الحادث، ولكن بما لا يحول دون التطلع للمستقبل واستعادة الثقة في الحياة.

ويصبح الحدث في هذه المرحلة جزء دال في قصة حياة الشخص، لكن دون تقييد لمشاعر وأفكار الشخص في حدوده، إذ يفقد تأثيره السلبي على صحته النفسية، بل قد يصبح عاملاً يقوى عزيمة الشخص بصورة أكثر مما كان عليها قبله.

 

  • للمزيد راجع:

1-   Cherry, K. (2018). Psychological Crisis Types and Causes.

 

 

 

 

                                         

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى