مقال

سبر الإسهاب بالمنظور

بقلم: معالي التميمي| كاتبة من العراق

مَا الوُجُوْهُ إلا انَعِكَاسٌ لِجَوْهَرِ الْفَرْدِ؛ إِِذْ بعْضِهَا مَلْأَى بِوَهَجٍ لَاْمِعٍ مُتَصَوِرَةً بِكُلِّ نَعِيْمِ الجَنَاْنِ، وَبَعْضِهَا مُغْشَاْةٌ بِظَلَاْمٍ لاذِعٍ، مُتَمَنِعَةٍ عَن كلِّ بَشَاْشَةٍ دَاْنِيَةٍ.

كَذَلِكَ فِي التَعَالِيْمِ السَمَاوِيْةِ يُذْكَرُ أَنَّ جَوْهَرَ الإِنْسَاْنِ يَطْغَى عَلَى ظَاْهِرِهِ حَتَى وإِنْ حَاوَلَ تِبْيَانَ غَيْرَ ذَلِكْ، لِذَا جَمِيْعُ الأدْيَاْنِ تُرَكِزُ عَلَى القَلْبِ لأَنَّهُ أصْلُ الإِنْسَاْنِيَةِ أَو “مِحْوَرَهَاْ”
إن صَحَ التَعْبِير، لَكِنَّ الحَدَاثَةِ قَدَّتْ أركَاْنَ السِمَايةِ و شَلَّتْ البَصِيْرَةِ، فتَمَادَى المَنْظُورُ على المَضْمُوْنُ بَيْنَّ كَاْفَةِ الأوْسَاطِ، كَأنًَ النَاْسَ بِلا وَعِيٍ بَتِروا أورِمةُ الإخْتِلَاْفَ لِيَكُوْنُوا عَاْدِيُونَ جِدَاً، كَمَاْ أَسْمَاكٍ فِي بِرْكَةٍ صَغِيْرَةٍ غَلَفَتْهَا الْحَشَائِشُ حَتَى حُجِبَ عَنْهَا كُلَّ الضِيَاءِ، فَحَسِبُوا تِلْكَ الجُوْرَةُ تَطَوْرَاً و زَهَاْءً فَقَطْ لِسَمَاْحِهَا لَهُمْ بِالمَمْنُوْعَاْتِ و جَذِّ الحِدُوْدِ،
لَوْ أَنَنَا الْيَوْمَ نُقَاْرِنُ مَا بَيْنَ القُرُوْنِ المَاْضِيَةِ و القَرْنِ الحَاضِرِ سَنَجِدُ أَنَّ الزَمَنَ الحَالِي أكْثَرَهَا تَخَلُفَاً و تَبَجُحَاً، بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الأَعْوَامِ عَاْدُوْا بِالأَفْعِاْلِ إِلَى مَاْ دُوْن عَصْرِ الجَاْهِلِيَةِ؛ ذَلِكَ لِلْتَهَاونِ بِالْدِينِ الإسْلَاْمِي وَ الاسْتِهْتَاْرُ بِهِ،
فَأَنْ عُطِبَ الأَسَاْسُ هُدِمَ الْعُمْرَاْنِ كُلَّهُ إِذْ لَاْ دَاْرَ يُعْمَرُ دُوْنَ أَسِاْسِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى