الشاعر عبد الرزاق الربيعي في ضيافة صالون “وتريات قصيدة النثر” بالاتحاد العام للأدباء والكتاب بالعراق

الربيعي يقول:

– ساءني استسهال البعض لكتابة “”قصيدة النثر” لمجرّد مسايرة الموجة الشعرية.

***
كتابتي لقصيدة النثر جاءت مدروسة بعد تأنّ، وقراءة عميقة، للتراث الشعري العربي والإنساني.

ضمن برامجه التي تندرج تحت عنوان” اتحادك في بيتك” استضافت فعالية” وتريات قصيدة النثر” بالاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الشاعر عبد الرزّاق الربيعي للحديث عن تجربته في كتابة قصيدة، وتقديم قراءات شعرية، من خلال بثّ تفاعلي مباشر عبر منصات الاتحاد في الفضاء الافتراضي، وعلى مدى ساعة كاملة تحدّث الربيعي عن بدايات كتابته لقصيدة النثر التي جاءت بعد شوط مع قصيدة التفعيلة، والكتابة على النمط الكلاسيكي المتعارف عليه.

***

وقال الربيعي: إن هذا التأنّي والتمهّل جاء بسبب شعوره أن كتابة هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى نضج فنّي، وثقافة، واطلاع كامل على التراث الشعري الإنساني، واكتمال الأدوات، لتأتي تلك الكتابة عن ضرورة، وليس للتخلّص من الوزن، والتهرب من قوانين اللغة، والعجز عن مجاراة تجارب شعرية لها باع طويل في كتابة التفعيلة، والنمط المتعارف عليه في تاريخ الشعر العربي خصوصا أن” النثر أصل الكلام والنظم فرعه والأصل أشرف من الفرع والفرع أنقص من الأصل” كما يقول التوحيدي في ” الإمتاع والمؤانسة”

***
وأضاف الربيعي الذي يشغل حاليا موقع نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في السلطنة، وصدرت أعماله الشعرية في مجلدين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت العام الماضي” لكل ذلك جاءت كتابتي لقصيدة النثر مدروسة، ومتأنية، فقد ساءني استسهال البعض لكتابتها لمجرّد مسايرة الموجة الشعرية التي سادت في مطلع الثمانينيات، ولم يكن لي موقف مضاد لها بدليل أنني في ديواني الأول” إلحاقا بالموت السابق” تضمن نصا نثريا واحدا عنوانه” قدّاس لنجمة سادسة” وبه أقول:
لا أحبّك
لكنكِ عندما تركت الامكنة التي تحاذيني فارغة
شعرت بأنيبيد واحدة
ودم مرّ
وقلب يتكسّر كالزجاج
وأن وجهي في المرآة
أصبح غير صالح للاستعمال
اللهم إلّا لأخذ الصور الجانبية
فهو يفتقر إلى عين كاملة
وأرنبة أذن
ونصف فم
وعندما ظلّت الأمكنة التي تحاذيني فارغة تماما لمدة اسبوعين
أحسست أني لست عبد الرزاق الربيعي ١٠٠%”

***
وحول الصراع بين الأشكال قال الربيعي” في تقييمنا للاشكال ينبغي أن نضع المعيار الذي اعتمده ابن قتيبة الذي عاش في القرن الثالث الهجري بكتابه” الشعر والشعراء ” نصب أعيننا حين جعل الجودة معيارا فنيّا يحتكم إليه في المفاضلة بين نص وآخر بقوله” كل من أتى بحسن من قول أو فعل ذكرناه له وأثنينا عليه ولم يضعه عندنا تأخر قائله أو فاعله ولا حداثة سنه” منتقدامن “يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله، ويجعله في متخيره ويرذل الشعر الرصين”.

***
وأشار الربيعي أن الشكل هو أبرز خصائص قصيدة النثر كما أشارت سوزان برنار بكتابها ” قصيدة النثر من بودلير حتى الوقت الراهن الصادر في ١٩٥٨ م منوهة إلى التعارض الداخلي الموجود في هذا النمط من الكتابة الشعرية الذي يقوم على مبدأين: الهدم والتمرد، والقوانين الجديدة التي تضمن استمرارها ” خشية الوصول إلى ماهو غير عضوي وفاقد الشكل”كما دوّنت، خصوصا أن قصيدة النثر كما يقول أدونيس” ذات شكل قبل كلّ شيء، وذات وحدة مغلقة هي دائرة او شبه دائرة، وليس خطا مستقيما”، وبذلك استفدت من الإمكانات التي تتيحها في التشكيل البصري، فقد وجدت في قصيدة النثر فضاء رحبا، فالشعر بعد أن نزل من المنبر أصبح فنا بصريا لذا كان لزاما على الشعراء استثمار المساحات البصرية لصياغة تشكيلات قد تساهم في إثراء النص، وهذا الجانب انتبه إليه الباحث الإيراني صادق حسن، فوضع دراسة واسعة في التشكيلات البصرية في نصوصي” ثم استعرض صفحات من “نرد النص”كتاب مجايله ورفيق دربه الشاعر عدنان الصائغ الذي تأنى مثله في متابة قصيدة النثر، ونشر نصّه النثري الأول في عام١٩٨٦ وهو العام الذي أصدر الربيعي ديوانه الأول ” إلحاقا بالموت السابق”، وقال “في ” نرد النص” الذي لم يصدر بعد، وأمضى في كتابته (٢٤) سنة قدّم الصائغ نموذجا مبهرا لنصّ اعتمد التشكيل البصري وسيلة في التعبير الشعري، كضرورة، وليس كتزويق تشكيلي، وذلك لم يأت من فراغ، بل عن مداومة، وكدّ، وتجريب، وقراءة للمخطوطات العربية القديمة، فخرج لنا بهذا النص الذي لايمكن كتابته من دون الاستعانة بآليات قصيدة النثر”.

***
ثم ألقى الربيعي عددا من النصوص، وفتح باب النقاش مع الجمهور، مجيبا عن أسئلة، واستفيارات، وتحيات، من تابع الجلسة ومن بينهم: عمر السراي، د.محمد حسين آل ياسين، د.علي الشلاه، عدنان الصائغ، أحمد رافع،د.هناء أحمد، د.سعد التميمي،د.صادق رحمة، وسام العاني، علي جبار عطية، نصر محمد ،وإيمان محمد، المنيا علي حسن، سما حسين، وآخرين، مثنيا على التجارب الشعرية الجديدة في العراق، التي تؤسس لنفسها كيانا خارج هيمنة النقد، والمبشرين بالولادات الشعرية، متخذين من الهامش مساحة للتأمل بهدوء بعيدا عن المؤسسات الرسمية مطلقا تسمية ” جيل التكتك”، وهي وسيلة نقل المهمّشين التي اكتسبت شعبية واسعة خلال تظاهرات الشباب التي انطلقت في الشهر العاشر من العام الماضي مسفرا عن تغيير وزاري بعد سقوط٧٠٠ شهيدا وآلاف الجرح، ومن بين الأسماء اللافتة لهذا الجيل: د.هناء أحمد، وأيهم العباد، وقاسم محمد مجيد، وعلي محمود خضير، والمينا علي حسن، وسما حسين، ورلى براق، ومحمد حسن السامرائي، ومثيم راضي، وقاسم حسين، والأمر لايتوقف عن الشعر، بل تجاوزه، الى السرد، والنقد كما نرى في كتابات: محمود السامرائي، ود.ميثم هاشم طاهر، وعلي محمود خضير، وورود حامد البصري، وموج يوسف، وهدى عبدالحر، وعدد آخر من الأسماء التي نقرا لها عبر مواقع التواصل، وماينشر في الصحف المحلية.

لمشاهدة المحاورة بالفيديو .. ادخل الرابط أدناه

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=970991476750662&id=100015194564798

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى