الكاتبة الليبية ” مقبولة أرقيق ” في حوار مع جريدة عالم الثقافة

حاورتها ريم العبدلي – ليبيا

 مقبولة أرقيق الشهيرة (ملاذ النورس) كاتبة ليبية تعشق الكتابة والقراءة، بدايتها كانت منذ المرحلة الأولي من دراستها، وبمشاركتها في العديد من المهرجانات والمسابقات المدرسية، تميزت بكتابة القصة القصيرة، ولها طموح تسعى جاهدة لتحقيقه، تصف لنا الواقع من خلال كلماتها ولنتعرف عليها أكثر كان لنا معها هذا الحوار:-

1_, حدثيني عن نفسك منذ أن بدأتِ الكتابة؟

ج: فى الحقيقة عزيزتى ريم الكتابة هى التى بدأت بي وتلبستني حتى النخاع.. البداية  كانت سهلة وسلسة باعتبار أنى نشأت في أسرة كانت القراءة فيها وجبة أساسية والكتاب صاحب مكان لا ضيف على رف المكتبة، الكتابة كانت كالعصا السحرية للتعبير عن كل مانحتاجه داخل مؤسستنا الأسرية.

ثم جاءت المدرسة حيث نضجت موهبة الكتابة من خلال المشاركة فى البرامج الإذاعية و كتابة افتتاحية المهرجانات المدرسية والمشاركة فى المسابقات الثقافية التى تقيمها المدارس على نطاق المدينة أو مستوى الدولة… شاركت بأول قصة لي “رجل القش” فى مسابقة فكرية وكان ذلك فى الصف الثالث الإعدادى وفزت بها بالترتيب الأول ثم توالت المشاركات والتشجيع من كافة أفراد أسرتى والمعلماتِ والصديقات..  دائماً أقول إن البدايات: هى الدافع  للنجاح وإن لم نصل للهدف.

***

2- تكتبين القصة القصيرة ومن المتعارف عليه بأن القصة نوع من أنواع الفنون حدثينا عن ذلك؟

ج: القصة القصيرة فرضت سيطرتها علي بسحرها الخاص عندما نجحت أول قصصي جذبتنى كالضوء وحلقت أنا فى مدارها كالفراشة بحذر ومتعة.. القصة القصيرة تتميز بالإيجاز والتشويق وإضافة عناصر المتعة فى السرد… كان لقصة ” رحيل نورس “.. وهى أول قصة تنشر لي فى صحيفة البطنان 2002 وكان لتشجيع الكاتب حسين نصيب المالكى رئيس تحريرها أثر كبير وطد علاقتى بالقصة القصيرة وجعلها محور كتاباتى بجوار الشعر والمقالة.

***

3- كيف يمكن للكاتب أن يصنع عالما مختلفا؟

يمكنه أن يصنع عالما مختلفا باستعماله المعانى العميقة والتشويق فى سرد الأحداث وأن يطلق العنان لخياله ويوظف قلمه ليضيف للواقع لمسته السحرية ويجذب القراء لمواصلة القراءة حتى نقطة النهاية.. وأن يتعامل مع القارئ بذكاء ويحاول إثارة فضوله بالتلاعب فى سير الأحداث  وانتقائه للكلمات المعبرة البسيطة.

***

4- الفضاء الأدبي كيف تصفه لنا الكاتبة مقبولة أرقيق؟

ج: الفضاء الأدبى أصفه بالفضاء المضيء الجذاب المليء بالنيازك و المذنبات والشهب التى تبهرك وتخطف أنفاسك إلا أنها قد تحرقك كلما اقتربت منها أكثر.. لذا الحذر واجب. فالسقوط لن يكون سهلاً والتحليق عبر هذا البراح يجب أن  يكون بتروٍ وحكمة.

***

5- كيف يكون لدى الكاتب رؤية واضحة لأي مشروع سوء فكريا أو أدبياً؟

ج: عن طريق القراءة والاطلاع على مستجدات الأدب العربي والعالمى.. المشرع يعنى دراسة جدوى وتخطيط  ووضع احتمالات الفشل والنجاح.

***

6- هل وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في إيصال ماتكتبين إلى القارئ؟

ج: نعم لها دور كبير.. لى جمهورى الذى اعتز به ويتابعون ما أنشر عبر صفحاتى وبعض المجموعات الأدبية؛ ثم لولا هذا الوسائل لما تواصلت معك ريم العبدلي صديقتى وقارئتى المميزة ومشجعتى المخلصة.

***

7- ألم تفكري في جمع قصصك القصيرة في مجموعة واحدة ؟

ج: نعم أفكر فى ذلك وإن شاء الله مجموعتى القصصية الأولى تحت الطبع.

*** 

8- برأيك هل المراة أخذت نصيبها وحقوقها في الوسط الأدبي؟

ج: من وجهة نظرى لا تصنف الحقوق حقوق للمرأة وحقوق للرجل… كلانا نحتاج للحقوق عندما يتعلق الأمر بالأدب والكتابة.. كل مبدع استطاع صياغة فن وأدب جميل وقيم يستأهل أن يمنح كل الحقوق ويأخذ نصيبه من التقدير والاحترام.

***

9-  حدثينا عن مشاركاتك ؟

ج: لدى بعض المشاركات القليلة فى صحيفة “البطنان” و”البرلمان” و”المدينة البيضاء” ومجلة  “الفصول الأربعة” و الصحف الإلكترونية “نبض العرب” السعودية و”السقيفة الليبية” و”العربى اليوم”.

***

10- ماذا يشغلك الآن؟

يشغلنى  وطني وما ألم به من وجع.

***

11- أي إضافات غابت عني؟

كلا عزيزتى  أنا أردت أن أقول إنى و ببساطة  ” لا أنتمي إلا للتراب”

منه خلقت…

وإليه أعود..

به لطخت ثوبي

وأنا طفلة حين

صنعت منه مدينة

يسكنها السلام..

فى كل مرة كنت اوبخ

وأعاود الكره.

…أشعر بأن رائحة التراب

تنبعث منى وانتمي لها

أنا أتشكل مع الريح

وأنجرف مع المطر 

وأُزهر فى الربيع…

لم أهتم يوماً للخريطة

ولا للحدود ولم تعنينى

الاتجاهات…كل ما أعرفه أنى سمراء مثل تراب هذا البلد

لغتى هي لغة يفهمها الجميع

هنا…

طعامي يطبخ فى آلاف البيوت

لا نختلف إلا فى ضبط البهار و الملح الذى نجلبه من شطآن سواحلنا القريبة ..

نخيلنا..زيتوننا..له نفس الطعم .

رغم أننا

..لم نعد نتشابه

كالسابق حين كانت تلفنا” فراشية”

واحدة ولكن تجارنا وأسواقنا تأمروا علينا …

فخلعنها  ولاحقنا الدمي التى تملآ

واجهة المحلات دون حياء..

أمى فقط ظلت متمسكة بها

…وتتذمر وتغطى وجهها كلما

مررنا من أمامهن…وتلعنهن فى

كل مرة..

من هنا قرر العالم الخارجى

أن يغزونا أن يجعلنا

نتخلى عن ترابنا.. وعن محتوياتنا

أن ينشب أظافره فينا…

أن يستمتع بعرض العرائس

لساستنا المشدودين بخيوط واهية من تصديره…

منذ أن ظهرت بقعة سوداء نتنة فى صحراءنا..

تجمعوا كالفراش الذى يدور حول

بؤرة ضوء.

من يومها ونحن نتفتت

ونحن نبحث عنا…

بعد أن انسلخنا من انتمائنا للتراب …وأصبحنا نقدس البشر

هنا أعترف أنني أنتمى للتراب….

 أنتمى لليبيا.

***

12- كلمة تكون لنا مسك ختام؟

 أشكرك من القلب لانك استقبلتنى عبرأثير اسئلتك المميزة

وأحببت أن أضيف هذا عطر هذا النص ليكون ختامها مسك ..

حين أمسكت بالقلم …

وجرفتنى الكتابة نحوها…

كتبت ع الملأ….نص وصيتى…

فأنا شرقية محكوماُعليها

بالموت صمتاً..

وأنا خالفة طبيعتى

وأعلنت البوح

وأعلم أن كل المقاصل تنتظر عنقى لتنفذ حكمها

على حروفى..

حين أعارنى الليل

جزءٍ من اتساعه لأكتب فيه

انزلقت منى بعض الحروف كنيازك

كانت مشعة…فأحدثت وميضاً

على خد غيمة فهطلت…

كان كحاوى…يحمل قبعته

التى تخفى الكثير من الأشياء

يبهر بها الجميع…

وحدى كنت افتش بين 

الأرانب والحمام..

والمناديل الملونه..

وقصاصات الورق

وأبحث عنى بينهم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى