صوتي يتّجه صوبك!

سجى مشعل | فلسطين

ها قد حلّ الصّريم مرّة أخرى، وها قد انحبست الذّكريات في زجاجة، تنصّلت من بقايا تُخمة الأسئلة الماضية، والرُّكود سيّد الموقف، حالتي مثل الكثيرين، نحن الّذين سرقت قلوبَنا تلك الأحلام، فَدهشتنا عالقة بين فكّي آمالنا، سَنُركن لسواد اللّيل أسئلتنا القابعة في جوف الفؤاد، علّ هناك جواب

وأنت الّذي يرى ويدري بأنّ حرمات الفؤاد لا تتكشّف ولا تُستباح في شدّة خَورها إلّا أمامك، وعلى بقايا الشّظايا المخبوأة في الفؤاد، يسرُّني أن أكاشفك بأنّني أعامل ضعفي كأنّه طفل صغير، يُكابر على التّدلُّل، ولأنّي عارفة جُلّ المعرفة بأنّ ما ينقصني يُكمّل طبيعتي البشريّة فأنا لستُ ضجِرة، فقلبي يخفق بحبّك الوفير، حتى الواهي منّي قويٌّ بك وحدك، فلا يستحقُّ أيُّ بشريّ مهما يكن أن يرى أيّ سرّ كنت أصارحك به أو كنت تستر عليه برحمتك.

حينما كنت أَوجلُ من المخاوف والصّدمات كنت آتي إلى حضن كلماتك، وأذوب في خمرة الشّعور، فَاللّيل هو الوحيد الّذي يُغطّي كلّ شيء بسواده، وأنت الّذي تُنيرني وتملؤني بالبَياض، فوجهي شيءٌ من صنعك، وقلبي شيء من رَوْحِك، ولو خفت شيئًا لن أتوانى عن كوني غضّة العودة بالعرفان إليك وساهبةَ الخُطى في الوصول إلى ذُرى عونك، فلو أنّك تهبُني مُتّسعًا جديدًا لأكون أكثر قدرةً على فهم عيوبي تلك الّتي لا أستطيع فهمها، ومساحة أخرى لمعرفة من أين يُؤكل كتف الألم الّذي يذهب ويعود دون مواعيد محدّدة، لَبَدوت أقلّ هشاشة أمام البشريّة والعوامّ.

صوتي إليك راحلٌ وذاهب، وفي هذا البوح حبّ كبير لِذاتك، ولست كارهة آلامي ولا نقصاني. حاشا وكلّا!، ولست مُعترضة على نقصي، فَنقصي هو بشريّتي، وضعفي هو سبب اتّكائي على وعودك الّتي لا تنضُب في غفران العصيان القديم، وكلّ شيء يعتريني ما كان إلّا رحمة منك، فإنّي مُقتنعة بأنّ وجودَ ضرر في حياتي أقلَّ من أضرار أخيرى جمّة كادت ستَبتلعني هو الفضل عليّ من جهتك، فكلّ بَهَتَان كنت به أشعر كان يَفضي إلى نور واتّقاد كانا عوضًا منك لي دونما طلب يُذكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى