أربعون الحداد

راشد بن موسى بن راشد الصوافي | سطنة عمان

يا قريبا إلى شغاف فؤادي
وبعيدا عن أحرفي ومدادي

//

هائجات مشاعري ورياح الشوق
تعدوا على جراح زنادي

//

والمرايا التي أشف عليها
دفقة النور من شعاع فؤادي

//

حرمتني انعكاس حبك فيها
فتخفيت هاربا من سوادي

//

لم أجد لي لدى مقامك شعرا
سامقا غير أدمعي وسهادي

//

غص بالحزن والفراق شعوري
ما احتيالي لغصتي وازدرادي

//

أربعون الحداد تعدو سراعا
ليس فيها كأربعين حدادي

//

إنني يا أبي حزين حزين
ويتيم ككل هذي البلاد

//

قد حسبناك خالدا فبقينا
نزرع الورد في ربى الأعياد

//

وظنناك لا تموت فلما
مت أشعلت حرقة الأكباد

//

وفجعنا فكيف نعتاد فجرا
لست أنفاسه على المعتاد

//

كيف ننسى هتافنا عشت دوما
وهو في وعينا من الأوراد

//

كيف نقري سلامنا كل صبح
علما ساجدا على الأعواد

//

أين يوليو الحياة يبعث فينا
روحه أو نوفمبر الأمجاد

//

كيف نفضي لموكب الحب سرا
وهموم الحياة بالمرصاد

//

فإذا لوحت يمينك أوفت
وهمى مزنها بلا ميعاد

//

وإذا لامك الحسود علينا
قلت دعهم فإنهم أولادي

//

قلبك الماء يا نقيا وفيا
كنبي في ساعة الميلاد

//

وطن أنت لو سكناك دهرا
وسعتنا يداك للآباد

//

ووجدنا لديك ما نتمنى
ونعمنا بالحب والإسعاد

//

غبطتنا عليك من أمم الأرض
شعوب تنوء بالجلاد

//

أشعل الحِلم في كيانك نورا
فتلألأت نجمة في سواد

//

كنت روحا ترف في كل جرح
وسلاما يسيل في كل وادي
//

أيها الموكب الأخير تهادى
كم عشقنا من قبل هذا  التهادي

//

كم وقفنا على الدروب لنسقي
شجر الحب بيننا والوداد

//

خاطبتك القلوب لولا تراها
وهي مكسورة عليك تنادي

//

لا تحث المسير واعبر رويدا
في حناياك  عدتي وعتادي

//

رب.. قابوس في حماك مقيم
وشفيع لديه حب العباد

//

رب أسكنه في الجنان رضيا
رب وانظر إليه ذات معاد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى