متفرّدٌ في العشق

مختار إسماعيل بكير | مصر

 

أنا حالةٌ في العشق لا تتكررُ

سحرٌ يحلّق في الفضاء فيُبهِر

///

نورٌ يصارع عتمةً فيَجُبّها

وبهاءُ أدعيةٍ تدور وتكبُر

///

أنا ذلك الطفل المسامح دائماً

يمشي إذا كل الأنام تعثروا

///

أسري  إلى قمري أصافح وجهه

وأُعير هذا الكون نوراً  يعبر

///

وأسابق الريح العتية أينما

ولّت جحافلها أصدُّ وأصبر

///

وطني جميع الأرض ، أهلي كلهم

وإذا دنا شرٌ هناك أُزمجر

///

حرَّرت ألف قصيدةٍ وقصيدةٍ

وأتيت بابَ حبيبتي أتمخطر

///

وسكرت من عبق الحروف صبابةً

راهنت بالأشعار ، أنُا أخسر؟!

///

وبنيتُ قصري والبيوت أهلَّة

صارعت موجي والبحور تُكشّر

///

أنا حالةٌ ضنَّ الزمان بمثلها

وعلى رُبا الأحلام رحتُ أُكَرَّر

///

يرتاد كل العاشقين قصيدتي

في شارع القلب الطويل أُفسَّر

///

أسعى وبيت الضاد يفتح بابه

فأغوص في لجج الكلام أُحرِّر

///

للشعر شيطانٌ عرفت طريقه

فطويته حتى أناخ يُكبِّر

///

أمسكت من هذا الزمان قوافياً

كادت تضيع مع المتون ، تُبَعْثَر

///

فهنا تُنصِّبُني القصيدة فارساً

وهنا على جمر المواجع أُصْهَر

///

وهنا أنادي القدس ، تفتح قلبها

فأضمها بين الضلوع أُدثِّر

///

وعلى ضفاف النيل أزرع عالماً

غضاً جميلاً باسماً يتحرر

///

وعلى ربا بغداد أصنع بابلا

تُسقى من النهر الفرات فتُزهِر

///

وأَمرُّ من حلبٍ وأخطب ودها

وأصوغ أدعية هناك وأفخر

///

وأُعِيد ترتيب العروبة خلسةً

وأطوف بالمجد العتيق أكرر

///

وأزوج المعنى البديع قصائدي

حتى اذا ما أنجبت لا أُنكر

 ///

وهناك في بيتٍ أطاول قيصرا

وأقود إيواناً لكسرى يبْهِر

///

أشتاق مملكةً تكون براحتي

فأذيقها خمر الجنان وأسكر

///

خمرُ معتقةُ حلالُ نبتها

فأذوب مراتٍ وأخرى أعصر

///

وأغوص في وجع اليتيم وينحني

قلبي وتعجز همَّتي وتُكَسَّر

///

تتفكك الأوطان حول مدامعي

وتذوب أدعيتي هناك وتُقهر

///

فوضى أُبَعْثَرُ فوقها فتموج بي

سحبٌ من الأحلام، كيف ستمطر؟!

///

أطوي السماء وأصطفي نجماتها

وأطير للقمر الضحوك أثرثر

///

أبني من الأحلام ما لا يُرتقى

مدناً وأسواراً تطول وتقصر

///

وأسارع المعنى وأعرج قبله

نحو الذي يعلو هناك ويُثمر

///

وطني وكل الحالمين بمثله

أملٌ يراودهم هناك يُعَمَّرُ

///

وطني قصيدتنا التي لا تنتهي

صحرائنا الحبلى هناك ستُخضِر

///

وطني … وللأوطان سحرٌ خالدٌ

إن غابت الشمس البهيةُ … يُقمِر

///

وطنٌ بلون الشمس يرسم ظله

وعلى سما خدّيه وردٌ أحمر

///

وعلى ابتسامته صباحٌ باسمٌ

حلوٌ ، ربيعيٌّ ، جميلٌ مُسفِر

///

نفديك بالنفس العزيزة كلما

هبَّت رياح الغاشمين تُدمِّر

///

كن فوق عرشك لا تخف من عابث

مهما تعاظمت الخطوب ستُنْصَر

///

أنا حالةٌ في العشق كيف أصوغها

وهي التي فوق السماء تسطّر

///

أنا حالةٌ رسم الفؤاد خيالها

مُرُّ الزمان أنا عليه السكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى