الأحدب

فاطمة محمود سعد الله | تونس

يا سجين الكاتدرائية

أيها العاشق المنبوذ ،كسر الحجر

حبيبتك قابلة للاشتعال

كسر..

و لا تخشَ الكسر…

لا عاهة تمنع قلبك المفعم بالألم…

من عشق الجمال..

وقد آمنتَ..

وناضلتَ…

أبقِه سنبلة في كفك

اغرسه باقة عبير في صدرك

أشعل الشموع..

من أجل الجمال السرمدي

حبيبتك أيقونة،

قد يفنى جسدها الفتان

قد يلفظك الظلم والطغيان

قد يرفضك السلطان

لبشاعة في قلبه يخفيها..

والجمال في قلبك سيرفع المشاعل

والحب في قلبك

سيستميت..سيناضل

أيها الأحدب…

نوتردام حوّلتك بين جدرانها

فارسا…

من ورق الضعف أشعل وهج القوة

من القبح بنى للجمال بين الجوانح محرابا

عانق الموت مرارا

فكانت له الحياة..

الضوء في أعماقك يسَعُ الكون.

للجمال حقُّ البقاء …

بشعلة خفية أوقدتْ حبيبتُك فيك الروح..

أيها الجريح..

أخرج من عزلتك

فأنت الأذكى

والأقوى

و روحك الأجمل.

الحب مواجهة

الجمال مواجهة

البقاء بلا مواجهة عدما يكون

حبيبتك قلبت الموازين…

تذبل العيون

تتحوّل الأجساد ترابا

وروحك الجميلة تعبر الجسور

وتضيء ظلمة النفوس

عبر الدهور

أيقونة أنت أيها الأحدب..

آمنتَ بالجمال

فكنت الأجمل

 

أيها الزمن الأحدب..

لماذا ارتديت الأقنعة؟

القبح حرائق

مشانق

بنادق

تصوب نحو طفلة تركض في حقل الصبا

أو شظية تخترق قدم الفجر

يعرج..

تتأخر الشمس عن البزوغ

يتخفّى وجه البداية

تبكي الحكاية..

أيها القمر المطرود من محراب الأبدية

لا تحزم حقائبك

لا ترحل

فالنخيل يحتاج إلى التدثر بلحاء الضوء

والبحر يخجل من التعري

زرقته ورقة التوت

المقدسة

ملحه بياض الثلج المشتهى

و…قلبه لا ينبض

بلا موج…

أيتها اللحظة الحدباء…

لا تقتلي جنين الحق في رحم الدهشة

لا تمري بمرارة..

لا تهطلي أيتها الأوجاع بغزارة

دعِي الحياة

في أرجوحة الساعة

بين..بين

للدقائق لسعها

للثواني وقعها

للوقت المعلق من أهدابه

على مقصلة ماضٍ لم يمضِ

عند بوابة

حاضر يحدودب عند الاستقبال

ولا مجال للصلح بين الفصول

لا تسألني من أنا..

فأناي لا تعرفني

الفواصل بيننا والمسافات

لغة على لسان الصمت ترعد عند كل مساء

ومن الغباء..

أن أخْفِيَ حدبة العمر

في فوهةٍ محشوّةٍ جماجمَ

في انتظار هزةٍ..

في انتظار..

رجّةٍ لا غير..

ليتكلم الانفجار

وفي الغاب يسود قانون النار..