تجاعيد الماء ( 20 )

سوسن صالحة أحمد | كاتبة وشاعرة سورية تقيم في كندا

(ليلة)

هي ليلة أضاءت شموعها شبهة جنونٍ على قدر ما كان ليتسع رداء الحلم المسافر في فضاءٍ لايرتاده إلا الطيور، على موسيقا(حبيبتي) أوقدتها، مبتعدةً عنها مسافة انطفائها، وفي الانتظار ترتجف في يدها النار كلما اقترب صوت القادم من تلاشي العدمِ في خوفها.

على منضدةٍ أعدتها للقاء، كأسين فاضَ شرابهما بسكبِ الأماني، على مفرشها الحرير.

ليتكَ أيها الوعد كنتَ بالأمس وانقضيت! ، أشتهيكَ الآن مناماً تبدده شمس صباح، أسرده على مسمع الجارة مع قهوة تُختَمُ بقراءة الفنجان، أعرف جارتي ستقول لي: أنت على موعد الشموع على مغبة الحلم في سفر، غير أن التذكرة باهظة الكلفة، والطريق مسدود، والوصول مستحيل، ثم تضحك على خطوط نقرأها على نية التسلية.

لكن الوعد ماكان ليكون منام، هاهي تضئ الشموع بفرحة نصف عارية من الفرح، ويد ترهقها الاعتبارات، فتنسحب مثَّاقلةً لتحيط برأسها الممتلئ بحجم فراغ مايفتأ يتسع بينها وبينها، وبين اللحظة القادمة من التمني، تًنيخُ أّذنيها على أرض خطاه، تتلمس هماً مشتهى يمحو كل الهموم.

بأي يدٍ سأتلقى الورد؟

بأي يدٍ سأسلم عليه؟

كيف سأسلم لعينيه نظرتي؟

كيف سأهدي لأنفاسه عطري؟

حقاً سأسمح ليديه أن تلف حرير خصري؟

تتطاول الدقائق والثواني كلما سمعت هتاف الجنون يقترب بحركة بندول ساعة تباطأت حتى دار زمنها جميعه في رأسها، نست مسافة الدمعة فانطفأت الشموع، غابت في العتمة لحظة الوصول، فما اهتدت لمقبض الباب.

قفل راجعاً ينثر الورد على الطريق.

صرخت. . كم تحتاج من الجنون أيها الجنون لتكون؟ !

هي ليلة كانت قد أضاءت شموعها شبهة جنون لتضئ طريق الغياب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى