مقال

خلف و مشتقاته

سليمان التمياط | السعودية
بملاحظات ذاتية تحتمل الخطأ وجدت أن اسم خلف وتوابعه خليف خليفة إلى آخره تكاد تكون متواجدة بأغلب الوطن العربي باختلاف نسبة الوجود بين البلدان.
هناك أسماء كثيرة كحالة “خلف” كذلك تتوزع بين البلدان العربية وهناك طبعاً أسماء خاصة بكل بلد وبكل منطقة داخل كل بلد لاتوجد إلا بتلك البلد أو تلك المنطقة.
الأسماء ليست عبثية بالغالب، بل أستطيع أن أضيف أن اللغة هي الأسماء أو هي “التسمية” بوجهها الأفصح والتي من خلالها تفصح لنا عن ما وراءها من دلائل ومدلولات.
بتمعن باسم “خلف” نجده وفقاً لمعجم المعانى الجامع: البدل والعوض، والذرية، والوريث، والجيل الجديد، والولد الصالح، والذرية الصالحة التي تخلف أهلا صالحين فيقال: “خير خلف لخير سلف”؛ ولذلك نسمع باللهجة المصرية لمن تلد أنها “خلفت” ولمن يأتيه مولوداً بأنه “خَلِّف” أي أصبح له عِوَض، بديل أو وريث له يحمل بعضاً منه خُلُقاً، صفةً أو طبعاً أو ربما مجداً شخصياً يراه الوالد قد يمتد من خلال هذا الـ”خلف” .
ومن هنا يمكن استشفاف بعض الحكايا النفسية للعرب من خلال هذا الاسم وهو “الاهتمام بما سيأتي بالارتباط بما مضى” ومن سبق له التعامل مع الشخصية العربية ليس صعباً أو مستحيلاً كشف هذه الميزة النفس-اجتماعية بالإنسان العربي وهي اهتمامه المفرط بالمستقبل ولكن ليس لأنه مستقبلاً بل بكونه امتداداً للماضي وربطاً به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى