قوة الأفكار الإيجابية (3)

أ.د. فيصل رضوان| الولايات المتحدة الأمريكية

لا يعني التفكير الإيجابي أنك تدفن رأسك في الرمال وتتجاهل المواقف الأقل متعة في الحياة.  التفكير الإيجابي هو أنك تتعامل مع من لا تحب بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية. وتعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.

وقد يبدأ التفكير الإيجابي غالبًا بالحديث للذات، حيث  تتدفق الأفكار غير المعلنة التي تدور في رأسك. يمكن أن تكون هذه الأفكار إيجابية أو سلبية.

وغالبا يأتي بعض حديثك الذاتي من المنطق والعقل. وفى نفس الوقت ينشأ الحديث الذاتي “الآخر” عن بعض المفاهيم الخاطئة التي تخلقها نقص المعلومات، أو المعلومات المغلوطة.

إذا كانت الأفكار التي تدور في رأسك سلبية في الغالب، فمن المرجح أن تكون نظرتك إلى الحياة متشائمة. أما إذا كانت أفكارك أغلبها إيجابي، فمن المحتمل أنك متفائل – وشخص يمارس التفكير الإيجابي.

كيف تحدد التفكير السلبي؟

اذا كنت غير متأكد ما إذا كان حديثك الذاتي إيجابيًا أم سلبيا، هناك كثير من الأمثلة الشائعة للحديث السلبي مع النفس، نطرح هنا أسوأ أربعة: 

-الفلتره: 

بمعنى اصطياد الجوانب السلبية للموقف والتقليل من قيمة الجوانب الإيجابية. على سبيل المثال، هذا الشخص قضى يومًا رائعًا في العمل. أكمل مهامه في وقت مبكر وتم الثناء عليه من رئيسه فى العمل.

وفي ذلك المساء، ركز هذا الإنسان البائس كل تفكيره على خطة الغد، وذلك للقيام بالمزيد من المهام، ونسى أن يَسعد نفسه، ويُسعد الآخرين بكل ذلك الثناء الذى تلقاه اليوم.

-جلد الذات:

عندما يحدث شيء سيء، فإنك تلوم نفسك تلقائيًا. على سبيل المثال، تسمع أنه تم إلغاء حفلة مع الأصدقاء ، هنا تفترض على الفور أن التغيير في الخطط يرجع إلى عدم رغبة الزملاء في التواجد حولك.

-إنسان كارثي:

أنت تتوقع الأسوأ تلقائيًا. أول شخص تراه فى الصباح هو جارك الذى “لا” تطيقه. حيث يلقى عليك تحية الصباح. وهنا تظن تلقائيًا أن بقية يومك سيكون كارثي. 

-الإستقطاب:

حينما ترى الأشياء إما جيدة أو سيئة. ليس هناك أرضية مشتركة أو وقبول وسط.  حيث تشعر أنه إما أن تكون مثاليًا، أو أنك فاشل تمامًا.

ربما يمكنك بسهولة تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. والعملية بسيطة ، لكنها تستغرق وقتًا وممارسة. 

أهمها  تحديد مجالات حياتك التي عادةً ما تفكر فيها بشكل سلبي ، سواء كان ذلك في العمل أو أو العلاقات. وبذلك يسهل عليك أن تبدأ بالتركيز على منطقة واحدة للتعامل معها إيجابيًا. ولعله من المحبوب جدا التحقق من النفس بشكل دوري حيث يتوقف الفرد ويقيّم ما يفكر فيه. فإذا وجدت أن أفكارك سلبية بشكل أساسي ، فحاول إيجاد طريقة لإضفاء لمسة إيجابية عليها.

دائما ما تمنح نفسك الإذن بالابتسام أو الضحك  خاصة في الأوقات الصعبة. ابحثْ عن الفكاهة في الأحداث اليومية المؤلمة أحيانا. فعندما تضحك على الحياة ومصائبها، تشعر بتوتر أقل، وتكون أكثر استعداداً على المعايشة. 

يمكن أن تؤثر التمارين الرياضية بشكل إيجابي على الحالة المزاجية وتقليل التوتر.  تأكد من أن الأصحاب هم أشخاص إيجابيون وداعمون.

وأخيرًا ، تكلم مع نفسك بإجابية. ليس غريبًا أن تخبر نفسك بمدى روعتك، ولكن الغريب إذا كان هذا هو كل ما تفعله فى الحياة!!. 

المهم، لا تقل لنفسك أي شيء لن تقوله لأي شخص آخر. كن لطيفًا ومشجعًا مع نفسك. حيث أن التأكيدات الإيجابية كما وضحنا فى المقال الأول من هذه السلسلة، تساعد بقدر كبير فى تحقيق التوازن النفسى والصحى. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى